كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الخميس - 06 مايو 2021 - الساعة 01:12 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تحليل: باسم فضل الشعبي


يصادف 11مايو من العام الجاري 2021 الذكرى الرابعة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي والاعلان عن هيئته السياسية والتاسيسية ويعتبر 11 مايو من العام 2017 هو يوم ميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي وتعد هذه المناسبة غالية على الجنونبين حيث احدثت تحولا سياسيا كبيرا في مسار النضال الجماهيري وحققت انتصارا مؤزرا في سبيل ميلاد الحامل السياسي للقضية الجنوبية.

وفي 4 مايو الفائت من العام الجاري صادف الذكرى الرابعة لاعلان عدن التاريخي الذي كلفت بموجبة الجماهير الجنوبية في تظاهرة مليونية اللواء عيدروس الزبيدي بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كاطار سياسي موسع ومنظم ينسق كل الجهود والنضالات الجنوبية لخدمة القضية الجنوبية وتحقيق هدف الشعب في الجنوب المطالب باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

ومن هنا يمكن القول ان الجنوبيون احالوا شهر مايو من نكسة سياسية تمثلت بشراكة غير متكافئة في مشروع الوحدة مع الشمال الي انتصار جنوبي تمثل بوضع الخطوات الاولى والحقيقية في طريق نضالهم الطويل في استعادة دولتهم المصادرة وذلك بتأسيس الحامل السياسي لقضية الجنوب العادلة والمتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

لقد صنع الجنوبيون النكسة بارادتهم واختيارهم حينما قبلوا الذهاب الي وحدة مستعجلة وغير مدروسة تحولت بعد اربعة اعوام الي احتلال عسكري غاشم بفضل حرب صيف 94 المشئومة التي جاءت كمحصلة لفشل الشراكة بين الدولتين (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) ومنذ اجتياح الجنوب في 7 يوليو 94 والجنوبيون يناضلون بكل الوسائل الممكنة لانهاء الاحتلال والانتصار للقضية الجنوبية العادلة.

حاول الجنوبيون مرارا طوال السنوات الماضية من عمر الثورة الجنوبية انتاج الحامل السياسي للقضية الجنوبية وفي سبيل ذلك تعرضوا للكثير من القمع والتعسف وتعرضت ثورتهم للكثير من الاختراق والتهديد الا انها صمدت في وجه كل هذه الممارسات حتى التحمت الثورة السلمية بالمقاومة المسلحة في العام 2015 في مواجهة مع تحالف صالح الحوثي لتتمكن من هزيمة هذا التحالف الغازي وتصفية الجنوب لاسيما عدن والمدن المجاورة من الة نظام صنعاء العسكرية التي حكمت الجنوب بالقوة زهاء عقدين من الزمن.

كل هذه التطورات والاحداث التي جرت في الجنوب خلال عقدين ونيف وضعت القضية الجنوبية بالنسبة لخصومها امام خيارين اما حلا عادلا يرتضيه ابناء الجنوب واما مواصلة النضال لاستعادة الدولة الجنوبية في حدود ما قبل 22مايو 90 وكل المؤشرات توكد ان الجنوبيون قادرون هذه المرة على فرض خياراتهم السياسية استنادا الي القوة التي تحمل القضية والاعتراف الذي حصلت عليه اقليميا ودوليا.

وجاء خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمناسبة اعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي معبرا عن ارادة الجنوبين ومتمسكا باستمرار النضال من اجل استعادة الدولة الجنوبية شارحا الظروف التي يعمل فيها المجلس الانتقالي الذي قال انه اوصل القضية الجنوبية الي المحافل الدولية وانتزع لها اعترافات سياسية من الحلفاء والخصوم.

واكد خطاب الزبيدي على النجاحات التي يحققها المجلس الانتقالي سياسيا ودبلوماسيا وهو الأمر الذي يجعل منه الممثل الاقوى والاحق للقضية الجنوبية معبرا عن مدى استعداده لاتخاذ اجراءات وطنية لانقاذ الشعب مما يعانيه من ازمات متعددة في حال رفضت الحكومة العودة للعمل من عدن لتسير شئون الناس وتحقيق مصالحهم وهذا يكشف عن مدى امتلاك الانتقالي لاوراق عديدة سياتي تنفيذها تباعا في حال استمر الوضع كما هو عليه في عدن والجنوب.

وبدا الزبيدي واثقا من امكانية ومقدرت الانتقالي تغيير الاوضاع على الارض سياسيا وعسكريا مع التزامه الكامل بتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض الذي يتهرب الطرف الاخر من تنفيذه حفاظا على نفوذه ومصالحه الغير مشروعة في الجنوب غير ان هذا النفوذ لن يستمر وتلك المصالح لن تدوم طويلا في حال قرر الجنوبيون المواجهة واستكمال تحرير الجنوب.

وتمسك الزبيدي في خطابه بمشروع فك الارتباط مع الشمال واستعادة الدولة الجنوبية في حدودها السابقة وهو ما يجعل الشراكة في الحكومة مجرد مرحلة انتقالية لتحقيق مطالب الناس من خدمات ورواتب وغيرها لكن يظل الهدف السياسي للجنوب نصب اعين المجلس الانتقالي وسيطرح بقوة في اية مفاوضات قادمة.

وتاسيسا على بدء فقد تحول شهر مايو من نكسة سياسية للجنوبين الذي ذهبوا للوحدة بعواطفهم وتطلعاتهم البيضاء والنقية وكلهم امل في دولة يمنية وطنية لم تتحقق بفعل غدر الشريك الآخر الي انتصار سياسي بميلاد حامل سياسي قوي ومنظم للقضية الجنوبية وتطلعات الشعب في الجنوب بعد سنوات طويلة من النضال والصمود في وجه الة القمع والحرب الشمالية.

ويبدو ان الايام القادمة مليئة بالمفاجات والاحداث السياسية في الجنوب اذا لم تنجح الحكومة في معالجة الملفات المطروحة امامها وابرزها ملف الخدمات والرواتب ومعالجة الوضع الاقتصادي المنهار وتحسين الاوضاع المعيشية للناس لاسيما بعد بروز اصوات جنوبية ناقدة لشراكة الجنوب في الحكومة الفاشلة.