الأربعاء - 05 مايو 2021 - الساعة 02:40 م بتوقيت عدن ،،،
4مايو/ خاص
نعت الهيئة التنفيذية العليا لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة عدن استشهاد المناضل العميد يحى الشوبجي الذي استشهد يوم السبت في مواجهة مع مليشيا الحوثي في شمال الضالع ليلتحق بركب ابنائه الثلاثة الذين سبقوه على درب الشهادة.
وعددت منسقية جامعة عدن في بيان صادر عنها الادوار والمواقف البطولية التي اجترحها ابو الشهداء العميد يحى الشوبجي.
فيما يلي نص بيان النعي
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان نعي :
تنعي الهيئة التنفيذية العليا لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة عدن استشهاد المناضل الرمز والقائد المثال الشهيد أبو الشهداء العميد يحيى محمد الشوبجي صباح يوم السبت الموافق ١/مايو ٢٠٢١م في جبهة الفاخر وهو يحقق ورفاقه انتصارات نوعية على المليشيات الحوثية .
وبهذا المصاب الجلل والمفخرة الجنوبية المتفردة تتقدم الهيئة التنفيذية بخالص التعازي والاعتزاز معا إلى ابنه محمد الشوبجي وكافة أهله وذويه في منطقة العبارى والضالع خاصة وإلى شعبنا الجنوبي الثائر بشكل عام مؤكدة بأن هذا الاستشهاد الأسطوري النادر قد أصل لوعي جنوبي مقاوم يؤمن بأن الحرية مرهونة في القناعة بالتضحية .
فرحم الله الشهيد الشوبجي وأبنائه الثلاثة لقد كانوا بحجم وطن ودولة وثورة تشكلت شخصياتهم الوطنية الثائرة جرى عوامل كثيرة أبرزها خصوصية الفضاء الزمكاني الملتهب الذي ينتمون إليه.
وما يعزز من مكانة الشهيد الشوبجي انتمائه إلى جيل الأربعينيات الذي كان له شرف الانتماء إلى الثورة الأكتوبرية التي انتزعت بقيادة الجبهة القومية استقلال الجنوب الأول من الاستعمار البريطاني في العام ١٩٦٧م
وفي مرحلة بناء الدولة الجنوبية كان الشهيد واحدا من أبرز رجالها وأنشطهم في تثبيت دعائمها على الأرض كما ساهم في الدفاع عن السيادة الجنوبية من عصابات التخريب التي كانت تستهدف زعزعت السيادة الجنوبية وقد بليت منطقة العبارى مسقط رأس الشهيد بلاء حسنا ؛ بفعل موقعها الحساس على خطوط التماس بين الدولتين الجنوبية واليمنية مشكلة سياجأ منيعا في الدفاع عن السيادة الجنوبية ولاسيما في حربي السبعينات التي شنتها القبائل اليمنية ضد الدولة المدنية في الجنوب.
وفي زمن الكمين التاريخي للجنوب كان للشهيد مواقفا مبكرة وحازمة بحكم حياته التي تشربت من عمق الجرح النازف لمنطقة العبارى الحدودية مستلهما من معاناتها قيم الصبر والمقاومة والتحدي الأمر الذي جعله ورفاقه من قيادة الحزب الذين تعرضوا لجرائم الإرهاب اليمني أن يكونوا في مقدمة الصفوف لخوض معركة الدفاع عن الكرامة الجنوبية في حرب ١٩٩٤ الظالمة التي شنتها قوات القبيلة اليمنية لاحتلال الجنوب وطمس هويته وتدمير دولته ونهب ثرواته ومحاولة محوه من الوجود كليا وهو ما حدث بالفعل.
وأمام هذا المشهد التراجيدي المحزن تعززت قناعة أبو الشهداء بأن المقاومة هي الحل الوحيد لاستعادة الدولة الجنوبية فعاهد الله ثم عاهد نفسه بأن يقدم نموذجا صادقا وفريدا يتحول إلى موقف جمعي مقاوم حتى يحقق الهدف الاستراتيجي للنضال الجنوبي مدركا بأن هذا الحلم المقاوم لن يتحقق إلا متى ما أنذر بصدق رأسه وماله وأولاده في سبيل تحرير الجنوب وهو ما فعله بالضبط حين أيد وساهم ودفع بكل حركات الرفض والمقاومة ابتداء من تأييد جبهة موج ثم حركة حتم بقيادة القائد عيدروس قاسم الزبيدي وكان له دورا بارزا في تفعيل حركة اللجان الشعبية نهاية التسعينات كما كان من أبرز المؤيدين للصوت الجنوبي المقاوم الذي تبنته تاج في العام ٢٠٠٤م
إلا أنه ورفاقه كانوا يدركوا جيدا بأن المقاومة الفعلية الشاملة هي الحل وهذا الحل لا يمكن تحقيقه إلا متى ما تعافى الجسد الجنوبي المكلوم ولا يوجد ما يلملم الجراح الجنوبية إلا متى ما تسامح وتصالح الجنوبيين فيما بينهم فكان من أشد الناس حماسا للتصالح والتسامح .
وبقيام مشروع التصالح والتسامح الجنوبي نضجت الظروف التي حلم بها أبو الشهداء ليكن هذه المرة ليس مع رفاقه وحسب بل دفع بكل أولاده في خضم ثورة الحراك السلمي الجنوبي وبليوا بلاء حسنا طيلة فترة النضال السلمي .
وما أن تفجرت عاصفة الحزم العربية حتى نهض كالصقر الجارح على مخلفات الاحتلال اليمني في ضالع العز والصمود والأخرى الغازية من خلف الحدود ليحقق ورفاقه من أبناء شعبنا الجنوبي في هذه المحافظة الباسلة أول نصر على الاحتلال اليمني لتعم رياح الانتصار كل محافظات الجنوب المحرر وحينها تنفس الصعداء وأدرك بأن الحلم على وشك التحقيق فصمد ورفاقه وأولاده وكل أهله نساء ورجال كلا بمعوله وسلاحه .
وحين أجمعت قوى الهيمنة الزيدية بكل أشكالها على حرف مسار الحرب جنوبا في العام ٢٠١٩ كان ذلك الإجماع بمثابة الصدمة التي جعلت الشهيد الأسطورة يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ليجعل من ذاته وأولاده أنموذجا نادرا في التضحية والاستشهاد التصاعدي .
حينها اتصل بابنه المناضل شلال وحثه بأن المنصب الحقيقي في جبهة العبارى دون غيرها غادر شلال منصبه في الميناء كواحد من أشد الرجال الذين أعدهم القائد المناضل شلال علي شائع قائد أمن عدن ورغم حاجته الماسة إليه بارك الخطوة مؤكدا بأن جبهة العبارى لا تقل أهمية عن جبهة مكافحة الفساد إن لم تكن أهم منها. وفي موقف بطولي استشهد ابنه ومصدر فخره شلال الشوبجي وقبل أن يقيم مراسم العزاء أرسل مازن ليحل محل أخيه شلال الذي استشهد في يونيو 2019
وعندما أبلغه أنور بأن أخيه مازن قد استشهد في يوليو 2019 وينبغي نقل جثمانه إلى البيت طلب منه أن يرسل جثمان أخيه ويصمد في موقعه فكان لهذه الجسارة المتفردة وقعا عميقا لدى القيادة الجنوبية ولاسيما عندما قام كل من القائدين : عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات الجنوبية المسلحة والقائد شلال علي شائع مدير أمن عدن بزيارة العميد يحيى الشوبجي لتقديم واجب العزاء والسماح لأنور في مغادرة الجبهة والبقاء إلى جانب الأسرة فكان رده : بأن العزاء يكمن في دعم الجبهات ورفع المعنويات وحث أنور على الثبات وحينها أدرك الكل بأن النصر لامحالة آتٍ آت .
وعندما بلغه خبر استشهاد ابنه الثالث أنور في أكتوبر 2019 قرر بأن الاستشهاد هو العزاء بذاته فترجل إلى مواقع الشرف مقدما أعظم درسا في الشهادة حين لحق بأولاده الثلاثة في 1مايو 2021 .
وبهذا المصاب الجلل تتمنى الهيئة التنفيذية للجميع الصبر والسلوان وللشهيد الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن الهيئة التنفيذية العليا لمنسقية الانتقالي بجامعة عدن