الأربعاء - 28 أبريل 2021 - الساعة 03:09 م بتوقيت عدن ،،،
4مايو/ العرب
أقدم رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب على تقديم نسخ من سيرته الذاتية للمسؤولين القطريين الذين التقاهم خلال زيارته للدوحة، بغية تأمين عمل له، ما أثار موجة سخط واسعة ضده في لبنان.
وأفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء بأن دياب فاجأ مسؤولين قطريين التقاهم، بتقديم نسخ عن سيرته الذاتية لكل منهم، بهدف تأمين عمل له بعد تأليف حكومة جديدة وتوقفه عن ممارسة مهمات تصريف الأعمال التي يقوم بها بالحدّ الأدنى حاليا.
وقالت الصحيفة المقربة من حلفاء دياب الذين كان بعضهم يراهن على إعادة تعويمه حكوميا بعد فشل التوصل إلى تسوية مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إن ما قام به رئيس حكومة تصريف الأعمال أربك "الحاضرين في الاجتماعات التي عقدها"، والتي كانت مخصّصة لطلب مساعدات للبنان، وتحديدا لتمويل البطاقة التي تدرس الحكومة إمكان تقديمها لنحو 750 ألف عائلة كبديل من دعم السلع الحيوية.
وكتب النائب اللبناني جميل السيد الأربعاء على صفحته الرسمية في تويتر "رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قدّم سيرته الذاتية للتعليم مستقبلا في جامعة قطر!".
وتابع "غالبا ما من مسؤول لبناني يزور بلدا خليجيا إلا ويرغب في الحصول على المال لنفسه، دياب يريد وظيفة بمؤهلاته الشخصية، أين العيب؟".
واعتبر السيد أن "هذا مؤشّر على أن دياب لم ينتفع من فساد الدولة كمعظم الذين سبقوه".
وزار حسان دياب قطر في العشرين من أبريل في أول زيارة رسمية له إلى الخارج هذا العام، بحثا عن دعم قطري للحدّ من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات اللبنانية على الأمر، فيما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بآراء داعمة لدياب وأخرى مستنكرة لما قام به.
واعتبر الصحافي اللبناني أحمد طه أن "الخبر مادة للسخرية، ويضحك كثيرا"، وتابع قائلا "إنّ شخصا (حسان دياب) خسر عمله في الجامعة الأميركية، وانقلبت عليه معظم القوى التي جعلته رئيس حكومة، وقاطعته أغلب الدول العربية: ما قام به ذكي جدا".
وندد الناشط السياسي أحمد ياسين بآراء الداعمين لدياب في الخطوة التي قام بها، وكتب في موقع تويتر "فان كلوب حسان دياب يدافع عن تقديمه سيرته الذاتية للمسؤولين في قطر بحجة أنها دليل على نزاهته".
واعتبر أن "المشكلة ليست بتقديم السيرة بقدر ما تتعلق باستغلال زيارة رسمية لأغراض المنفعة الشخصية، وإساءته لصورة لبنان بهذا التصرف"!
ودياب المولود في بيروت في العام 1959 يحمل البكالوريوس في الاتصالات، والماجستير والدكتوراه في هندسة الكمبيوتر. انضم بعدها إلى التدريس الجامعي في بيروت أستاذا لمادة الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في كلية الهندسة والعمارة. وكان قد شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة والرئيس المؤسس في جامعة ظفار في عُمان. وعيّن في منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأميركية في بيروت.
وكان دياب أعلن استقالة حكومته في أغسطس الماضي، وذلك إثر احتجاجات أعقبت انفجار مرفأ بيروت، ووسط أزمة اقتصادية ومالية خانقة في لبنان.
وتم تكليف سعد الحريري في أكتوبر الماضي بتأليف حكومة جديدة، لكنه وبعد مرور 6 أشهر فشل في تشكيل حكومته في ظل تعقيدات الأزمة السياسية في البلاد وخصومته مع الرئيس اللبناني ميشال عون.
ورغم الضغوط الدولية التي تقودها فرنسا فإن القوى السياسية لا تزال عاجزة منذ انفجار المرفأ عن تشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات، يشترطها المجتمع الدولي على لبنان.
