رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



مجتمع

الخميس - 11 فبراير 2021 - الساعة 10:04 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / شوقي عوض



كتاب يستعرض المسافات البعيدة لبلدة الوهط وبقلب مفتوح حيث يدلف المؤلف د. عبدالحميد أحمد الصمبولي، أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد في جامعة عدن، في رسم وتحديد خريطة بلدة الوهط ديموغرافيا وجغرافيا الببلوجرافيا والمنهج الوصفي على حد تعبير د. الصمبولي، وقد استغرق منه ذلك الجهد على مدى العشر السنوات المنصرمة قضاها المؤلف في التمحيص والتدقيق البحثي والرجوع إلى كبار السن ممن هم على دراية ومعرفة تامة في بلدة الوهط، ولا يزالون على قيد الحياة، وهم أدرى بالأمكنة والوجوه التي سكنت الوهط والتي شكلت تنويرا في الارتباط بالواقع جذريا وجغرافيا وتاريخيا، من حيث المنشأ في سفر التكوين، لهذا جاء الكتاب المرجعي والتوثيقي مرصعا بالإحصائيات والبيانات الدقيقة، والتي تنم عن حرص علمي وأكاديمي عن المعلومات والبيانات الإحصائية المتعلقة بجوهر البحث لدى المؤلف د. الصمبولي، وذلك ضمن أسئلة عاصفة ومقلقة في الانتماء والتجربة الكتابية والإبداعية المليئة في مناخ بلدة الوهط وجوانبها المختلفة وتأثيرها العام في الأرض والإنسان والطبائع والسلوك والوجوه والعمران إلخ...
حيث جاء هذا الكتاب ليعكس طبيعة الصلة الرحيمة والنسيج الاجتماعي لنشأة الولادة لذاكرة المكان والزمان في بلدة الوهط، وفي سياق تاريخي وجغرافي مشترك، جمع بين اللحمة وقوامها المرتبط بحواضرها وبواديها اللحجية المشحونة في المرايا الساحرة وسجال مستقبل الماضي التليد المتواصل في الأزمنة والأمكنة، ولا سيما التاريخ والإنسان والكائنات الحية والمرتبطة بتضاريس الحياة الحسية والداخلية وفي ذاكرة الزمان والمكان المتسم في مراحل الإبداع الأصيل وفي ثقافات وأزمان مختلفة أريد لها البقاء والازدهار في تاريخ بلدة الوهط، عمرانيا وجغرافيا وتاريخيا وثقافة وحضارة تجسدت عبر هذه الولادات والتفاصيل المشبوبة بالحنين والذاكرة للمكان الذي ينتمي إلى ذاكرة لأمكنة متعددة وعامرة بالسكن والحياة في بلدة الوهط وما شهدته من تطور عمراني وجغرافي، حضاري ومدني وثقافي وإبداع مختلف عن باقي المدن اللحجية.
في إيقاع ظاهر للعيان اشتمل على مختلف جوانب الحياة الطبيعية من منجزات تلك البلدة الثقافية والإبداعية وفي مختلف مجالات التنوير الثقافي والإبداعي ولا سيما في مجالات المعرفة والابتكارات كافة في اللغة والنشاط الثقافي والشعري والرياضي والكشفي إلخ.
فالكتاب ينطلق من الواقع التاريخي لبلدة الوهط وشخصية الإنسان الوهطي فيها وحساسيته وروحه الخاصة على مر الزمان والتاريخ في نتاج يتسم بالجغرافيا والأمكنة، باعتبار أن هذه البلدة متميزة في إرثها الحضاري الثقافي والمعرفي، وما زالت محتفظة بخصائصها المتجددة في الزمان والمكان وقابلة للاتساع والخصوصية كنمط وقيم وسلوك قائمة بعينها وظاهرة تستحق الوقوف أمامها والتفكير فيها وذلك لما قام به المؤلف د. الصمبولي من خلال رصده وبحثه الأكاديمي العلمي القيم وتتبعه الميداني والبياني في حكاية إنسان دراسة توثيقية لمناحي الحياة المختلفة في بلدة الوهط م/تبن م/لحج بوصفها شاهد للعيان في بلدة الوهط وشرب من مائها وأكل من نباتها وتوسد ثراها والتحف سماءها.
وعليه يمكن القول بوجه عام بأننا نقف أمام جغرافيا مليئة بالأرض والسكان في بلدة الوهط، والتي تربط بين التطلع المضيء وصلة القرابة الرحيمة في الانتماء ومنطق الجذور في النشأة والتكوين والتأسيس العمراني الحضري، وفي اعتقادي أن ذلك التأسيس هو المعيار الأساس في بناء وشائج العلاقات الاجتماعية والإنسانية في البلدة وترابطها المتداخل بين مختلف شرائح المجتمع المختلفة، وانسجامها التام والتي وحدت طاقاتها الإبداعية فيها وانصهرت معها صوب التكوين العمراني والإنساني والحياة برمتها وذلك ما يشير إليه الباحث فقد عالجها المؤلف د. الصمبولي بامتياز وبحث أكاديمي محض مبني على البيانات الإحصائية الصادقة.
وعلى العموم الكتاب قيم في موضوعه، متميز في أسلوبه الرصين وبحثه ومنهجه الوصفي الأكاديمي، وقوي في مصادره ومراجعه وتوثيقه، فذلك هو بعينه درس في العقل وكتاب في الفكر، وجدير بالمناقشة والقراءة والبحث والدعوة مفتوحة للمهتمين والباحثين.