كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الجمعة - 17 أغسطس 2018 - الساعة 07:30 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع / دنيا حسين فرحان

لا يكاد المواطن في عدن يتحصل على راتبه بشق الأنفس إذا كان موظفا أو عاملا في قطاع خاص، أو مصروفة اليومي إذا كان ما يزال طالبا، وسرعان ما يذهب إلى الأسواق لشراء مستلزمات الشهر أو أغراضه الشخصية، أو الذهاب للعمل وللمعاهد أو المدارس والجامعات أو للتنقل من مديرية إلى أخرى، لكن عندما يحتوي راتبه على أوراق نقدية من فئات متعددة تكون ممزقة وتالفة، هنا تصبح معاناة المواطنين أكبر , فالكثير من المحلات التجارية أو في السوق وسائقي الباصات ووسائل النقل المختلفة لا يقبلونها من الركاب بحجة أنها غير صالحة للاستخدام، فيدخل المواطن في حيرة بكيفية قضاء الشهر بهذه العملة التي تتدهور عامًا تلو الآخر، وتبدأ التساؤلات إذا كان البنك هو المسؤول الأول عن ذلك أو الحكومة التي لم تتمكن من توفير الرواتب بشكل منتظم، فكيف بإمكانها أن توفر وتطبع عملة جديدة صالحة للتعامل في كل مكان؟!..
استبشر المواطنون خيرا ؛ بأن معظم رواتب القطاعات الحكومية حاليا تحتوي على فئات الـ(1000 ريال) المرقمة بشكل متسلسل وجديدة , وفئة الـ(500) ذات الطبعة الجديدة، والتغيير الملحوظ في الشكل والحجم , لكن بقاء فئات الـ(50 و100 و250 ريال) على الحال نفسه، هو من يدخل المواطنين معاناة في كيفية صرفها وهي بتلك الحالة , فإذا كان الشخص لا يمتلك غيرها أو هي ما تبقت له من راتبه، إذا لا يستطيع شراء احتياجاته أو حتى ركوب وسيلة نقل بسبب رفض الجميع التعامل بها.. إذن ما هي الحلول التي يمكن أن تضعها الحكومة لتفادي مثل هذه المشكلة؟! وكيف يمكن للبنك تسهيل الإجراءات تمهيدا للحصول على أوراق نقدية جديدة للفئات التالفة؟ وما هي ردود أفعال الناس وآراءهم بهذه الأوراق النقدية؟ وما مطالبهم لإمكانية الحصول على أوراق جديدة وحل المشكلة؟.. كل هذا سنتعرف إليه في الاستطلاع التالي.. 
 
أوراق شبه منتهية
بداية جولتنا الاستطلاعية كانت مع المواطن/ مهدي علي ، الذي بدأ حديثه معنا متأسفا لوضع العملة التي أصبح يرثى لها.. ويقول: "إذا نظرنا للعملات التي نتناولها من فئات الـ(100 أو 200 أو 2500) نجدها ممزقة وشبه منتهية، حتى الآن في البنوك العملات ممزقة، وعندنا نتعامل بيننا البين نتداولها ونعطيها لبعضنا البعض ؛ وقد نحتار في كيفية صرفها أو إبقائها والاحتفاظ بها". 
ويضيف: "البنك المركزي أصبح يقف كالمحايد ؛ بمعنى أنه لم يتخذ حلولا للعملة التالفة، وأقترح بأن يعيد هيكلتها من جديد أو أخذها من السوق، فهي لم تعد صالحة إطلاقا".. ووصف مهدي فكرة تغيير شكل فئة الـ(500) ريال "بالجميلة" ، لكن عليهم أيضا استكمال بقية الفئات النقدية ؛ حتى نتعامل بها بشكل جيد، لأننا أصبحنا ننصب على بعضنا البعض بالأوراق الممزقة والتالفة". 

تالفة وممزقة 
ومن جانبه يقول الأخ/ محمد جمال (سائق باص): "نحن سائقو الباصات نعاني كثيرا من العملة الممزقة، فهناك ركاب لا يملكون غيرها، فنضطر لأخذها وقد تحدث مشادات كلامية بين السائق والركاب، لأن البعض لديه أوراق نقدية تالفة وممزقة"، ويتابع: "من ناحيتي أقبلها لأنني أدرك تماما ما يمر به المواطنون من أزمات بالذات الرواتب، لكن غيري لا يقدر ذلك ؛ لهذا نطالب إدارة البنك، بأن تقدم حلولا للحكومة، بعمل طبعة جديدة، كما عملوا لفئة الـ(500 ريال) حتى نتفادى أي مشاكل ؛ وكي يتمكن المواطن من شراء احتياجاته دون أي عرقلة، والتعامل بالأوراق النقدية الجديدة في أي مكان ودون أي صعوبة".

تغيير فئات العملة 
وتتفق الأخت/ منال عبد الله - عاملة في قطاع خاص - مع سابقه وتقول: "مشكلة العملات النقدية الممزقة نعاني منها كل يوم ؛ فسائقو الباصات يرفضونها، حتى العمال في المحلات التجارية والبقالات والمطاعم بحجة أنها تالفة"، وتساءلت منال عن الحل لهذه الإشكالية في ظل الموجود؟! وتابعت متأسفة : " أصبحت هذه عملتنا، فماذا يمكننا أن نفعل؟!، هناك الكثير من الأسر الفقيرة قد لا تجد غيرها، فهل تموت من الجوع بسبب عدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم بها؟!.. لذا يجب على المسؤولين في البنك التحرك ونقل غضب الشارع والمواطنين لتغيير فئات العملة الحالية إلى فئات جديدة، كما فعلوا بفئة الـ(1000) والـ(500 ريال)، عندها سيتمكن الجميع من البيع والشراء وتداول العملة بكل أريحية دون أن تحدث أي مشاكل". 

سحب الأوراق 
 فيما يرى الأخ/ محمد سعيد بائع ببقالة : "يوميا يأتي إلينا المواطنون للشراء ويقدمون لنا أوراقا نقدية ممزقة جدا وتالفة، فنضطر لإرجاعها أو استبدالها بأخرى، وهناك من لا يمتلك غيرها فلا يجد أي وسيلة للتعبير سوى الدعاء على من كان السبب".. موضحا: "حتى لو أخذناها منهم لن نستفيد منها، لأن التجار الذين نشتري منهم البضائع لن يقبلوها، فهي مرفوضة من السوق بشكل عام, فكيف بالذي يريد شراء دواء أو يدفع تكاليف مسـتشفى وهو لا يحمل سوى هذه الأوراق الرديئة؟!".
ويضيف: "هناك معاناة كبيرة يتجرعها المواطنون على حد سواء، لذا على العاملين في البنك أن يقدروا ذلك ويحاولوا أن يضعوا حلولا مناسبة لسحب كل هذه الأوراق واستبدالها بأخرى جديدة، متمنيا من الحكومة أن تلتفت لهذا الجانب، يكفي التجاهل التام من قبلهم في تردي الخدمات الأساسية والوضع الصعب الذي نعيشه كل يوم".

حقيقة مؤلمة 
وآخر جولتنا الاستطلاعية كانت مع أحد موظفي البنك المركزي والذي رد قائلا: "كل ما قاله المواطنون حقيقة مؤلمة ، الجميع يعاني منها حتى نحن الموظفون في البنك، العملة بالفعل أصبحت منتهية بالذات فئة الـ(100) والـ(50) والـ(250 ريال)، وكثيرة هي الأمثلة والنماذج التي تحكي صعوبة التعامل بهذه العملة، لكن الإجراءات التي يجب أن نتخذها تحتاج لوقت ودعم كبير من قبل الحكومة نفسها لتسهلها لنا".

مشاكل عدة 
وأوضح قائلا: "البنك كغيره من المرافق الحكومية لديه جملة من المشاكل ؛ ومع ظروف البلاد الصعبة ومحاربتنا من البنك المركزي في صنعاء كي لا تستقر أوضاعنا ، لم نتمكن من طباعة كل فئات العملة، لكننا بدأنا بخطوة إيجابية لفئتي الـ(1000) والـ(500 ريال) وما زلنا نعمل بجد، ويتم التواصل من الإدارة مع الحكومة بشكل مباشر ومع قيادات التحالف العربي الذين قدموا لنا الدعم الكبير في الفترات الماضية، حتى يتسنى لنا طباعة الفئات الأخرى , لذلك نتمنى أن يوفي الجميع بوعده، وأن لا تحدث أموراً تعرقل العملية، ونرجو من المواطنين أن يقدروا ذلك، لأننا نحن أيضا منزعجون من العملات التالفة والممزقة مثلهم تمام".  

طبعات جديدة 
نشرت الأخبار في الآونة الأخيرة أنه تم وصول طبعات جديدة إلى البنك المركزي بعدن لفئة الـ(200) والـ(100 الريال) وأنه سيتم التعامل بها وإنهاء مشكلة العملات القديمة والممزقة، لكن لا توجد أي مصادر مؤكدة للخبر. ويأمل المواطنون أن تكون هذه الأخبار صحيحة، وأن تنتهي معاناتهم مع كيفية صرف العملات القديمة المتهالكة وأن تصدق الحكومة هذه المرة معهم..