كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الخميس - 16 أغسطس 2018 - الساعة 03:20 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ استطلاع / منى قائد

المحامية هدى الصراري: حدوث المماحكات السياسية جعلت عدن تعيش أسوأ لحظاتها

منصور عامر: الكل اعتمد على التمويل الخارجي وأضعنا بلدًا يعتبر (درة) على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط

 الصحفي باسم الشعبي: فساد وفشل في حكومة الشرعية

عمر باحويرث: مؤامرات الاستهداف الدولي هي مشكلتنا  

المهندس أزال عباس: لا يوجد شعب في العالم جاهز لاستعادة دولة ضائعة دون وعي وقوة مركزية


لا يزال الوضع يراوح مكانه في عدن، بل ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم، من ناحية تردي الخدمات وانعدام المشتقات النفطية ، ناهيك عن التداخلات في صلاحيات الأمن المستمر منذ ثلاثة أعوام ، وآخرها ارتفاع الأسعار الجنونية نتيجة انهيار العملة المحلية.. كلها أزمات أرهقت المواطن في ظل صمت وغياب تام لدور الحكومة.. (4مايو) استطلعت آراء عدد من المواطنين والشخصيات المهمة ،  فإلى التفاصيل:  


حرب أشد ضراوة

في بداية استطلاعنا تأسفت المحامية/ هدى الصراري لوضع عدن بالقول: "إن عدن بعد ثلاث سنوات من التحرير، تراجع فيها المستوى الاقتصادي والمعيشي للمواطن، ناهيك عن غياب الخدمات الأساسية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها أحيانا كثيرة ؛ كذلك ارتفاع أسعار صرف العملات مقابل الريال اليمني ساعد في ارتفاع مهول للمواد الغذائية". وتضيف: "فعدن تشهد حربًا من نوع آخر أشد ضراوة من أختها في (٢٠١٥م) ؛ ولكن اللاعبين فيها مختلفين ، فالوضع المعيشي وتدهور الخدمات هو من مهام الحكومة، لكن غياب الإدارة والتخطيط في مؤسسات الدولة التي تقدم خدمات للمواطن وانتشار الفساد فيها، وصمت الدولة عن ما يحدث في عدن مخزٍ جدا، قابله حالة غضب وامتعاض شديدين للمواطن البسيط الذي جلّ همه العيش بكرامة".


انعدام الثقة

وتؤكد الصراري: "إن الازدواج الأمني، وانتشار السلاح بيد كل من هب ودب، وغياب النظام والقانون، أدى إلى غياب السلم المجتمعي، وهذا من أخطر المشاكل التي تشهدها عدن. فنحن نحمّل المسؤولية بشكل رئيس الحكومة والأطراف المعنية بعدن التي تمسك زمام الأمور، فحدوث المماحكات السياسية هي من جعلت عدن تعيش أسوأ لحظاتها حاليا ؛ فالمواطن انعدمت ثقته بكل هذه الأطراف، لأنها لم تقدم لعدن شيئا يذكر".


وضع مزري

وأضافت المحامية الصراري: "لذا نطالب الجميع حكومة، وكيانات سياسية، القيام بدورها تجاه عدن، وانتشالها من هذا الوضع المزري الذي تشهده ؛ والقيام بتحرك فاعل في تحريك الوضع وإنعاش الاقتصاد والاستثمار، والاستفادة من موارد الدولة عبر مكافحة الفساد في مؤسساتها، وتقوية هيبة النظام والقانون عبر أطر صحيحة بعيدا عن انتهاكات حقوق الإنسان وحفظ كرامته داخل عدن".


صمت مدبر

بينما يرى رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام الصحفي/ باسم فضل الشعبي: "أن الوضع ما يزال يراوح مكانه، هناك فساد وفشل داخل الشرعية، وهناك عدم رغبة لدى التحالف في مساعدة اليمن مساعدة حقيقية للخروج من الأزمة، بل هناك نوايا مبيتة لتدمير البلاد ثم إعادة تقاسمها". واصفا الصمت الحكومي بـ"المدبّر".


نوايا خبيثة

وأكد الشعبي: "هناك أطراف داخل الشرعية تريد تعاقب عدن، وقوى شمال الشمال التي تسيطر على الشرعية تنتقم من عدن، وهادي وإدارته فاشلون متفرغين للنهب، أما التحالف يدفع الجميع إلى الفشل.. نوايا خبيثة لن يكتب لها النجاح، والقيادة اليمنية والحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن ما يحدث وسيحدث".


 موت بطيء

ومن جانبه وصف مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل "سابقا" بمديرية دار سعد الأخ/ منصور عامر الأوضاع بأنها :" متعبة ومرهقة، أضرت أهالي عدن أكثر مما أفادتهم".. ويقول: " تعرضت عدن لمآسي كثيرة – قبل الحرب وبعدها – ممثلة بالاختناقات والأزمات وما يسمى (بالموت البطيء)، لأن الكهرباء والماء والغاز والطاقة بمشتقاتها أساسيات الحياة على صعيد السكن والتعليم والصحة وغيرها".. ويضيف: "يعيش المواطن في مدينة من أقدم المدن في الجزيرة العربية والخليج، وها هو اليوم يعاني من شحة المياه"..


حكومات متراكمة 

ويتابع منصور حديثه: "عدن مدينة جميلة وصغيرة وأهلها طيبون وما يستحقون إلا الخير، لكن نحن مشكلتنا في ظل حكومات متراكمة منذ (67م) لم ينعم المواطن العدني بالراحة، بل عاش كل أنواع الصراعات وكل هذه المآسي في الأخير تأتي على رأسه هو وحده، وكل القيادات السياسية والتاريخية التي حكمت في الجنوب أو ما بعد الوحدة إلى أن وصلنا لمأساة وكارثة (2015م) ، لأنه كان بإمكان اليمنيين أن يخرجوا بأفضل مما جاء في (مؤتمر الحوار)، إلا أن الكل – للأسف – اعتمد على التمويل الخارجي، وأضعنا بلد يعتبر (درة) على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط".  


إرادة حقيقية

وأشار منصور : "يوجد لدينا ثروات ، ولدينا الأرض الزراعية والبحر ، وكذا المناخات المتعددة التي لا توجد في كثير من الدول، لذا إذا توفرت الإرادة الحقيقية ؛ ستكون عدن أفضل مما كانت عليه في خليجي عشرين (أنموذجا).. لأن في تلك الفترة تغلبت الإرادة التي هي عبارة عن مجموعة إيرادات يمثلها رجل في إرادة واحدة لتنفيذ مشروع معين".


شخصية ذات كفاءة

وأكد منصور قائلاً: "الحكومة غائبة، وجزء من هذا التدهور تتحمل مسؤوليته بشكل كبير، لكن أعتقد أن هناك بصيص أمل ببعضهم ، حيث يجب أن لا نعمم، لأن هناك من يعمل – قلة قليلة – حتى وإن كان على صعيد مرفق أو مكتب أو وزارة أو صحيفة .. لذا التعميم مرفوض، كون هناك كفاءات وطنية يمكن الاعتماد عليها. نحن في عدن بحاجة إلى شخصية ذات كفاءة وطنية". مؤكدا "إذا أطلق العنان لأبناء عدن الحقيقيين لأصبحت المدينة ذات وجه آخر". 

 

مؤامرة..  

ويختلف رأي الأخ/ عمر باحويرث عن سابقه ويقول: "مشكلة ما نحن فيه في عموم اليمن عامة والجنوب خاصة، هي مؤامرة الاستهداف الدولية، والمؤامرة مستمرة، ولن تتعافى اليمن عامة والجنوب على وجه الخصوص ؛ كون المخطط يمشي على قدم وساق ، وما نراه من جرائم الاغتيالات الانتقامية الجماعية والفردية، هي عبارة عن تصفيات مدفوعة الأجر والثمن في ظل التداخل في الصلاحيات الأمنية ".


اليمن .. دولة عاجزة 

ودعا باحويرث أصحاب القرار : "بأن يبعدوا المكابرة الكذابة فيما بينهم، ويقدموا الشكر والتقدير للأشقاء والأصدقاء والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبعوثه الأممي.. وفي حالة مساعدتهم لليمنيين أثناء اتفاقهم، يقدموا لهم يد العون الجماعية، التي لا تفرق بين أي فصيل كان ؛ يد العون الجماعية التي تعم اليمن  الشمال والجنوب كاملا لنهضته ورد عافيته التي أنهكتها الحرب ؛ لأن ما حدث ويحدث لليمن جعل منها دولة منهارة عاجزة عن النهوض".


أسوأ فترة

وآخر جولتنا الاستطلاعية كانت مع رئيس مؤسسة إدارة للتنمية المهندس/ أزال عباس الذي يقول: "يعيش المواطن منذ التحرير أسوأ فترة ؛ فيها انحطاط ثقافي وأخلاقي، وبين واقع انخفضت فيه شروط البقاء الإنساني، وحكومة فاسدة تنهب وتأكل الأخضر واليابس دون حسيب ولا رقيب، ومرتزقة بلاطجة بأسماء مختلفة تقوم بحمايتها تموت يوميا من التخمة.. أي أنه عالق مرات ومرات في دوائر المفارقات الصعبة، فعدم تفعيل دور القضاء والرقابة والإشراف المباشر على الخدمات وتوفيرها ، بالطبع لا يستطيع أن يضع مقاربة سحرية للخروج منها قبل أن تأخذ الأمور مداها وتتوفر شروطاً يساهم هو في صناعتها".


عدم وضوح

ويضيف عباس : "إن عدم وضوح موقف دول التحالف من الأوضاع في ما تُسمى -وفقاً لأدبيات الحرب- بـ(المناطق المحررة) ؛ جعل الأنظار تتشتت، والمفاهيم تختلف، واختلاق مبررات يتم تصنيفها وفقا لأهواء البعض ؛ فمنهم يتجه نحو المجلس الانتقالي لاتخاذ خطوات سياسية شفافة  في مخاطبة تلك الدول، وأن يبذل في الوقت ذاته المزيد من الجهد نحو ذلك، وربما فهموا تناولات المجلس ومواده الخطابية الساخنة، خلال فترة التأسيس وما بعدها، وكأنه يقول لهم (ابقوا في أماكنكم، فإنا لوحدنا ذاهبون).. وعلى صعيد آخر، جهود مركزة لاستعادة دور الحراك السلمي الجماهيري ؛ ومنهم من يتجه لمشاريع الأحزاب ، والبعض من يفضل الشخصنة أو الأشخاص، وآخر فضّل أن يبقى يلعب دور المنظر...إلخ، حتى تتحقق أحلامهم دون اعتبار لضرورة الأدوار المختلفة في هذا الظرف السياسي".

وواصل حديثه متأسفا : "إن من في الحكومة وغيرها يسيرون في طريق تفضيل المصلحة الشخصية، وجعلها فوق كل اعتبار ويتم إعلاءها والاستفادة من حالات الفقر بشراء الذمم".  


قوة مركزية

وأشار رئيس مؤسسة إدارة للتنمية: "الجماهير بلا شك حرة ، وغير مكبلة، وتستطيع الضغط على الداخل والخارج من أجل حقوقها وحياتها ، إذ لا يوجد شعب في العالم جاهز لاستعادة دولة ضائعة، أو لبناء دولة (من الصفر) ، دون وجود وعي وقوة مركزية، تقود وتدافع وتنظِّم وتبني الأمر الواقع تدريجيا بصورة موضوعية.. وقد لا تكون هذه القوة مثالية، أو تروق للناس أجمعين، وهذا بديهي وليس شرط عليها أن تفعل ذلك، لأن المهم فيها أن تحقق مكاسب ملموسة".


زمن الصراعات

وأوضح رئيس مؤسسة إدارة للتنمية (أزال) : "لكن من زاوية مقابلة لا توجد منظومة سياسية تستغني عن الفعل الشعبي في زمن الصراعات الوجودية، وهذا يعني أن الحراك السلمي هو وحده من يعيد الأفق إلى العيون المائلة، شريطة عدم تدخل أي قوة سياسية أو حزبية أو طوائف دينية أو مناطقية أو حتى ما يسمى صانعوا النصر ، والحيوية إلى الأرواح التي امتصتها أجراس الخوف والإعلام المتوحش وظروف البقاء الشاق"..


كتلة شديدة التماسك

وقال المهندس/ أزال: "البشر مختلفون في رؤيتهم للحياة وفي إدارة شؤونهم الخاصة، وحتى في قضايا بلدانهم المصيرية ومصالحهم، وفي هذا السياق ينبغي إدراك أن الشعب اليمني – مثل غيره – ليس كتلة صماء شديدة التماسك، بل أن بداخله مسامات وشقوق ممتلئة بالهواء والفراغ، وبالهوى والأهواء المختلفة والمتقلبة نتيجة الصراعات السابقة والمناطقية المقيتة، واختلاف الثقافات، وعدم الوعي الكامل بالهوية وتفاوت المصالح".


صراعات وهمية

واستطرد أزال قائلا: "ولا ننسى عمق المشاكل في البيت الواحد، وأن هناك - للأسف الشديد - من تستفزه حكاية الدولة الجنوبية، وخلق صراعات وهمية، وفجوات وعدم استقرار ؛ لأن لديه صورة عميقة وثابتة في (قاع) اللاوعي، لا يرى من خلالها سوى ذكريات (كل الشعب قومية) أو (كارثة يناير)، دون الإدراك بأن الزمن والمجتمع اختلفا ؛ ولا لوم عليه ؛ لأن مثل هذا الحِمل المتكدس يصبح جزءًا من القناعات الراسخة في العقل مثل العقيدة، ومن الصعب إزاحتها في أي مرافعات سياسية أو جدل حقيقي، لأن (السيكولوجية) مجروحة أو مضروبة من أساسها، لتستمر المعاناة وعدم الاستقرار، والمصابون بتصلب الصورة الذهنية العميقة وفوبيا الماضي وأصحاب العقائد الحزبية أو عقد الهوى المتقلب".


عنصرية مقيتة  

ويضيف عباس: "الخطر يأتي كذلك من تصنيف الناس على أسس (المنشأ الجغرافي) ؛ والبحث عن أصولهم الجنوبية أو الشمالية، وهو ما ينطوي على عنصرية ممقوتة، لأن الكتل البشرية من الشمال والجنوب اختلطت وتنقلت هنا وهناك خلال تاريخ طويل، وتطلعات الجنوب لاستعادة دولته لا تنفي حقيقة الوجود والبقاء المشترك، فهناك روابط التاريخ والدم والمستقبل، ويمكن أن يعاد تجسيد مفاهيمها بصورة أكثر موضوعية وعملية من حكايات الوحدة القسرية أو الاتحاد القهري".


معالجات حقيقية

واختتم بالقول: "حديث الناس عن الأوجاع اليومية والبؤس والظلم والخوف ورداءة الخدمات أخذ مداه وتجاوزه ؛ وقد حان الوقت للبحث عن معالجات حقيقية تفادياً لأي كوارث قد تصيب (الكل) إذا وصل الأمر إلى مستوى تتساوى عنده الحياة والموت".