كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



عرب وعالم

الخميس - 21 يونيو 2018 - الساعة 04:44 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو - صحف :

وصف مراقبون لشؤون القرن الأفريقي التقارب المتسارع بين إثيوبيا وإريتريا بأنه إحدى ثمرات الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الإثيوبية، والتي فتح من خلالها علاقة جديدة بين دول الخليج ودول القرن الأفريقي تقوم على بناء علاقات اقتصادية وتجارية متينة من بوابة الاستثمارات والمساعدات كأرضية ضرورية لتوسيع قاعدة الأصدقاء.
وأنعش الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الأربعاء، الآمال في حدوث انفراجة في واحد من أصعب الصراعات في أفريقيا عندما وصف بوادر السلام الأخيرة من جانب إثيوبيا بأنها “رسائل إيجابية”.
وقال أسياس (72 عاما) في كلمة خلال إحياء يوم الشهداء في العاصمة أسمرة إنه سيرسل وفدا إلى أديس أبابا للتعرف على موقف رئيس وزرائها الجديد آبي أحمد و”وضع خطة”.
وهذا هو أول رد من إريتريا، إحدى أكثر الدول انغلاقا في أفريقيا، على تعهد آبي المفاجئ هذا الشهر بمراعاة كل شروط اتفاق سلام أنهى حربا اندلعت بين البلدين من عام 1998 إلى عام 2000.
ورحب مدير مكتب آبي بتصريحات أسياس متعهدا بأن يلقى الوفد الإريتري استقبالا “حارا بقدر كبير من حسن النوايا”.
وأحدث رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد نقلة كاملة في علاقات بلاده الخارجية بالانفتاح على إريتريا والصومال ومن قبلهما على مصر والاستعداد لتجاوز مخلفات الخلاف بينهما بشأن تقاسم مياه النيل.
أبوظبي التقطت بذكاء التحولات التي تجري في أديس أبابا، مستفيدة من رغبة آبي في بناء علاقات خارجية جديدة والتفرغ لترميم الاقتصاد الإثيوبي
ولا يقف تأثير هذا التحول عند نزع فتيل الصراع مع إريتريا الذي حدّ من جهود البلدين لتحقيق استقرار شامل أمنيا واقتصاديا، بل قد يؤدي إلى إشاعة حالة من التفاؤل بشأن الاستقرار في القرن الأفريقي والبحر الأحمر في ضوء تزاحم الأجندات الخارجية التي استثمرت في الخلاف بين البلدين.
ومن شأن التقارب مع إريتريا أن يتيح أمام إثيوبيا فرصة إيجاد منفذ على البحر الأحمر، وهو عامل من عوامل تغذية الصراع بينهما طيلة السنوات الماضية.
ووجدت الاستدارة الكاملة في مواقف إثيوبيا الخارجية تفاعلا كبيرا من مصر ومن دول خليجية، وخاصة من الإمارات التي بادرت إلى ضخ ثلاثة مليارات دولار استثمارات ومساعدات لإنعاش الاقتصاد الإثيوبي، وذلك في ختام زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى أديس أبابا والتي لاقت اهتماما رسميا وشعبيا كبيرا.
وسبق أن زار آبي أحمد أبوظبي في مايو الماضي، فيما زار أسياس أفورقي الإمارات نهاية العام الماضي.
وقال محللون إن أبوظبي التقطت بذكاء التحولات التي تجري في أديس أبابا مع صعود رئيس الوزراء الجديد مستفيدة من رغبة آبي في بناء علاقات خارجية جديدة تقوم على تبريد الخلافات والنزاعات مع دول الجوار، والتفرغ لترميم الاقتصاد الإثيوبي وتجاوز أزماته.
وأشاروا إلى أن الدعم الإماراتي لإثيوبيا والمساعدة في إذابة الجليد بينها وبين إريتريا يأتيان في سياق الدبلوماسية التي تعتمدها أبوظبي والتي تقوم على توسيع دائرة الدعم الاقتصادي لكسب مواقف داعمة لرؤية الإمارات تجاه أزمات المنطقة سواء ما تعلق بإيران أو الوضع في اليمن، فضلا عما يحققه استقرار القرن الأفريقي والبحر الأحمر من نتائج خادمة لحرية الملاحة الدولية، وهو أمر تستفيد منه الإمارات كما بقية دول المنطقة.
ومن شأن بناء شبكة علاقات اقتصادية متينة مع دول القرن الأفريقي المساعدة على بناء أمن إقليمي شامل من بوابة رفع وتيرة التنمية، خاصة أنه يستهدف تدريجيا بناء تحالف مصالح هادئ تستفيد منه شعوب المنطقة كما دول الخليج ومصر.
وبالتوازي مع زيارة الشيخ محمد بن زايد لأديس أبابا، التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس الماضي، المبعوث الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا في اللقاء العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.
وقال رئيس مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، فسيوم أرغا، على حسابه في تويتر، إن آبي أحمد امتدح تطور العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والسعودية. وقال إنه “بفضل قيادة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أصبحت العلاقات بين البلدين أكثر قربا من أي وقت مضى”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد زار السعودية، في مايو الماضي بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. والتقى خلال زيارته ولي العهد السعودي وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أسياس أفورقي أنعش الآمال في واحد من أصعب الصراعات في أفريقياكما زار آبي أحمد مصر مبديا لهجة تصالحية جديدة في نزاع طويل ومرير بشأن سد تبنيه إثيوبيا على النيل، وتخشى مصر أن يهدد إمداداتها المائية.
ويشير مراقبون إلى أن تقارب إثيوبيا مع السعودية والإمارات ومصر سيساعد على تقليص أنشطة مثيرة لقلق دول القرن الأفريقي تقوم بها إيران وتركيا وقطر، وهو ما سبق أن عبرت عنه إريتريا التي اتهمت في مارس الماضي قطر بتمويل قوات مشتركة بين السودان وإثيوبيا لاستهداف أمنها القومي.
وفاجأ آبي (41 عاما)، الذي شرع في إصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية منذ توليه رئاسة الوزراء في مارس، الأثيوبيين بقوله إن أديس أبابا ستحترم جميع شروط التسوية بينها وبين أريتريا، ملمحا إلى استعداده للتنازل عن بادمي.
وقال الرئيس الأريتري إن هذا التنازل، الذي سيثير على الأرجح اعتراضات داخل الائتلاف الأثيوبي الحاكم، نشأ من رغبة البلدين في تحقيق “سلام” طويل المدى.
وأضاف، وفقا لترجمة رسمية لخطابه على التلفزيون الإريتري الرسمي، “الإشارات الإيجابية التي صدرت الأيام الماضية يمكن اعتبارها تعبيرا عن هذا الخيار الشعبي. نستطيع القول بأن هذه الرسائل الإيجابية… إشارات إلى خيار الشعب”.
وكان دبلوماسي إريتري بارز قد قال الأربعاء إن أسياس سيرسل وفدا إلى أديس أبابا “للتواصل البناء” مع أثيوبيا بعد ما أبداه رئيس وزرائها الجديد من ميل للسلام.
وكتب سفير إريتريا لدى اليابان إستيفانوس أفورقي على تويتر أن الرئيس أسياس أعلن عن هذه الخطوة التي قد تمثل تقدما كبيرا في سبيل تسوية واحد من أطول النزاعات في أفريقيا.
وقال فيتسوم أريجا مدير مكتب آبي على تويتر إن رئيس الوزراء “يشكر ويهنئ الرئيس أسياس أفورقي على الرد الإيجابي على بادرة السلام والمصالحة الأثيوبية”.
وأضاف أن آبي “عبر كذلك عن استعداده لاستقبال الوفد الإريتري إلى أديس أبابا بحفاوة وبقدر كبير من حسن النوايا”.
ولا تربط إريتريا علاقات دبلوماسية بأثيوبيا وإن كانت لها سفارة في أديس أبابا في إطار تمثيلها في الاتحاد الأفريقي الذي يوجد مقره في العاصمة الأثيوبية.
وأقر آبي في البرلمان هذا الأسبوع بأن التوترات تكبد البلدين خسائر اقتصادية كبيرة، وقال إن على أديس أبابا التوقف عن إخفاء هذا الأمر عن الشعب الأثيوبي، وهو ما يمثل أيضا نقطة تحول عن الماضي.