كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 01:43 ص بتوقيت عدن ،،،

4مايو/ تقرير/ دنيا حسين فرحان

  • ارتفاع عدد النازحين إلى محافظة عدن فاقم من مشكلة الحصول على مأوى مناسعودة

  • عودة المغتربين وارتفاع سعر الصرف زاد من جشع الملاك وساهم في زيادة سعر الإيجار أو التعامل بالسعودي والدولار

مع كل ارتفاع في سعر الصرف يكون الضحية الوحيد (المواطن) الذي أصبحت نبضات قلبه تقاس بارتفاع وانخفاض الأسعار التي لم تعرف الثبات منذ وقت طويل.. ومع الأسف اكتسح ارتفاع الأسعار كل شيء (المواد الغذائية، والدواء)، وحتى المنازل لم تسلم منه، فنجد اليوم أن كل المواطنين، خاصة من يبحثون على إيجار، لا يجدون المنزل بسهولة، بل يبحثون أيامًا وأيامًا وأحيانا أشهر حتى يتمكنوا من الحصول على المكان المناسب لهم والقريب من عملهم أو مدارس أولادهم، وأحيانا يضطرون بالتضحية بكل هذا فقط من أجل إيجاد مأوى يلمّ العائلة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

لكن عندما يكون ثمن هذا المأوى ليس بـ"العملة المحلية" المتعارف عليها؛ أي يباع ويشترى ويستأجر إما بـ(الريال السعودي أو الدولار) من قبل صاحبه كنوع من الابتزاز والاستغلال التام للمواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة سوى القبول بهذا الوضع بدلاً من البقاء في دوامة البحث عن المنزل إلى أجل غير مسمى..
 
موضة الوقت
لكل وقت عادات غريبة تحصل فيه، وموضة هذا الوقت هو أن نجد منازل تأجر بـ(الدولار أو الريال السعودي) وصاحبها لا يتنازل عن ذلك حتى لو كان المنزل صغيرًا ولا يستحق ذلك السعر, وكم هي المناطق والمديريات التي نسمع عنها كل يوم بأن الإيجارات فيها أصبحت "بالعملة الصعبة" بدلاً من الريال اليمني الذي لم يعد له قيمة – حسب وصف بعض ملاك المنازل – ولا يمكن أن يجدوا أي منفعة منه بسبب هبوطه يوما بعد يوم مقابل ارتفاع سعر الصرف بين الدقيقة والأخرى والذي أصبح حديث الساعة وكل المواطنين خاصة في هذه الفترات.

استغلال واضح
في ظل هذا الارتفاع الواضح بأسعار المنازل، يبقى ملاكهم في موقف قوي وهم من يحددون السعر الذي يروه مناسباً لمتطلباتهم وأطماعهم، فنجد أن المنزل الصغير مكون من غرفة أو غرفتين، لكن سعره كبير ولا يتنازل صاحب المنزل عن السعر الذي حدده، بل يخبر الشخص الذي يريد الإيجار أن هناك مؤجر آخر غيره سيأخذ البيت إذا لم يرضَ بهذا السعر.

كل هذا دليل واضح على الاستغلال والانتهازية من قبل هؤلاء الملاك للمواطنين، وهم يدركون تماماً أن الوضع صعب وأن الظروف التي يعيشونها سيئة للغاية، لكن لا يرحمون أبداً ويواصلون هذا الاستغلال ولا يجدوا من يوقفهم أو يحاسبهم، بل يجدون مواطنين مضطرين للرضى والقبول عندما انعدمت أمامهم خيارات الرفض.

النازحون عمّقوا المشكلة 
بعد موجة النزوح التي اكتسحت محافظة عدن من محافظات أخرى خاصة من (تعز، والحديدة) بسبب الحرب الدائرة هناك، أصبحت عملية إيجاد منزل من الأشياء الصعبة التي تتطلب وقتًا وجهدًا من قبل ساكن المدينة نفسها, فكثيرون هم المواطنين (أبناء عدن) الذين يبحثون حاليا عن منازل، ولا يجدون بسبب هؤلاء النازحين الذين أصبحوا يحصلون على المنازل، إما بتأجيرها من حسابهم الشخصي  أو أن تقوم جهات من فاعلي الخير أو المنظمات والجمعيات بتأجيرها لهم من باب المساعدة والمعونة بسبب وضعهم (النزوح)، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية في صعوبة الحصول على المنازل المناسبة التي تكفي للمبلغ الذي يريده المواطن البسيط بعد أن أهلكه غلاء الأسعار والأزمات التي تخلق يومًا بعد الآخر.

المغتربون هم سبب غلاء الإيجارات
من الأسباب التي يراها المواطنون وأبناء محافظة عدن سبباً لهذا الارتفاع في سعر الإيجارات؛ هو عودة (المغتربين والأسر القادمة من السعودية) كونهم يأتون ويحملون معهم "الريالات السعودية" وقادرون على استئجار المنازل بهذه الأثمان، وهم حاليا يعدون المستأجرين الحاليين لمعظم المنازل خاصة الجديدة وحديثة البناء وفي الأماكن والمناطق التي تحوي وحدات سكنية أو شقق، وهذا ما جعل الطمع والجشع يتسلل إلى نفوس ملاك المنازل والعمل على زيادة السعر أو التمسك بسعر المنزل بـ(الدولار أو الريال السعودي) وعدم التنازل عن ذلك أو إعطاء فرصة للتفاوض أو الوصول لسعر مناسب.

غرباء في مناطقهم 
ويجد المواطنون وأبناء محافظة عدن، أنهم غرباء في مناطقهم ولا يتمكنون من الحصول على مأوى أو سكن لهم، في ظل هذا الارتفاع الغريب والمخيف بسعر المنازل أو تحديد ثمنها "بالعملات الصعبة".. فالسؤال: إلى متى سيظل الوضع هكذا؟ وإلى متى سيظل المواطنون يعانون من غلاء الإيجارات؟ وهل من مجيب؟.