رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 15 نوفمبر 2018 - الساعة 12:09 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ سها البغدادي


في الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن حريات الإنسان وكرامته  وحقه في العيش بسلام على أرضه فقد أغمض العالم عينيه وصم آذانه عما يحدث لأطفال ونساء الجنوب وعاصمته عدن ، وتناسى العالم هذه القضية التي استباحت الوحدة دماء أطفالها ونساءها وشبابها بصمت العالم عنها منذ اندلاع حرب 94 إلى اليوم.
أتساءل لماذا صمت العالم عن أهم وأخطر قضية إنسانية سطرتها أولى مؤامرات ما أطلقوا عليها وحدة عربية في ظاهرها القوة وفى باطنها قتل الأبرياء وسلب آدميتهم واستباحة دمائهم وسرقة ثرواتهم والنيل من كرامتهم والتنكيل بهم وتهجيرهم.
حيث ارتُكبت بحق الجنوب العديد من المذابح بداية من زنجبار وكان لهم الحظ الأوفر من جحيم ما تسمى بثورة 2011 وقد تسلق عليها الإخوان وأخذوا مكاسبها وتركوا الدماء والعزاء للجنوب وشعبه.

زمن ضاعت فيه الإنسانية
سامحوني  أن أسألكم باسم الإنسانية في زمان ضاعت فيه ملامح ومعنى الإنسانية ، ففي كل شبر من أرض الجنوب نجد بقعة دماء بفعل ما أسموها وحدة عربية ،بصمات تركتها الوحدة التي فرضها صالح بقوة السلاح على أجساد الأبرياء بين إعاقات وآثار تعذيب المعتقلات، في كل بيت تجد شهيدًا أو اثنين من قبل حرب التحالف.

وحشية ضبعان
تساؤل أكتبه بدماء الأطفال الأبرياء الذين سالت دماؤهم في مجزرة سناح 2013على يد القائد الجزار ضبعان دون أن ينبض قلب العالم لهذه المجزرة ، وكأن العالم كله أصيب بفقدان البصر والبصيرة ، حادث إرهابي من قائد عربي يستبيح دماء الأبرياء لمجرد أنهم جلسوا في مجلس عزاء شهيد ومعهم أطفالهم ، ولم يكتفِ بذلك بل أطلق النيران على جنازة الأبرياء وأصبح الجنوب يودع بعضه البعض من جنازة إلى أخرى ، ومن المعروف أن الحراك الجنوبي حراك سلمى منذ انطلاقته في 2007 ، فلماذا يرفعون عليهم السلاح وهم الصابرون الصامدون؟!.
كما أني أتذكر الطفل عبد الله عبد الكريم الذى بكى على صديقه الذي قتلته يد الغدر ودعا ربه أن يلحق بصديقه واستجاب له الله وقتل هو الآخر برصاص ضبعان ، قتله ضبعان أثناء ذهابه لشراء حلوى النجاح ، يوصف لي والده الطبيب الحادث وكان يبكي عندما قال : "منعني عساكر ضبعان من إسعاف طفلي وصدّروا أفواه بنادقهم لصدري ، فهانت عليّ نفسى من جراح ابنى التي تنزف وأنا الطبيب ، وعجزت أن أداويها ولملمت أمعاء طفلي وربطتها بشالي ، فابتسم لي طفلي وقال لي (لا تحزن) وودع الدنيا ولحق بصديقه".


غدر وانتهاك للإنسانية
ولم تتلاشى من خيالي صورة الشهيدة فيروز التي قتلها الأمن المركزي قبل ولادة طفلها ؛ حيث فجروا رأسها في حجرة نومها ، بأي ذنب؟! ، وكان مبررهم أنهم يبحثون عن هارب من العدالة وسرقوا متعلقاتها الذهبية ، فأي أمن هذا من ينتهك الإنسانية في أسمى معانيها؟ فماتت فيروز اليافعي ومات جنينها.
وتسيطر على ذهني أيضا حادثة قتل فتاة تدعى نيلي مصطفى والتي قتلها غدرًا مفتي الإخوان عبد المجيد الزنداني ، حيث وجدوا جثتها داخل منزله وكانت نيلي صديقة لابنته ، وتعددت الروايات بخصوص هذه الجريمة التي ارتكبها الزنداني في حق فتاة في عمر الزهور.
سطر جديد
وجاءت حرب 2015 لتسطر سطرًا جديدًا من سطور الجراح والأحزان ولتحدد ملامح جديدة من الأسى في صورة ملونة بالدم في بحر التواهي ، ولنرى أطفال الجنوب يغرقون أثناء محاولة الفرار من جحيم الحرب ، وغرقت 20 أسرة جنوبية دون أن يلتفت أحد إليهم ، وانفعل العالم لصورة غرق الطفل السوري الذى غرق أثناء نزوح أسرته بقارب وتناسوا أن طفل الجنوب هو الآخر طفل عربي وله الحق أن نشفق عليه وعلى باقي الأطفال الذين تموت براءتهم من قسوة الحرب.
نيران الحرب لا تفرق بين سوري ويمنى وليبي ، إنها نيران ربيعهم العربي الذين أرادوه لنا وننتقل إلى مشهد دامٍ وهو انفجار جولد مار والذى راح ضحيته أطفال أيضا وظهر الجندي الشجاع الذى أنقذ طفلا بالانفجار من بين أشلاء الضحايا.

مات ورد الربيع
وأنتقل إلى مشاهد الأوبئة والأمراض التي لحقت بالجنوب وأهله بعد التحرير من الإرهاب ، فالجنوب في ظاهره محرر ولكنه محاصر ومقطوع عنه كافة الخدمات ووسائل الإعلام العربي والدولي لن تذكره لأنه في طيّ النسيان ، حتى الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية كان ينسبها الإعلام لغير الجنوبيين ، فأي عدل هذا؟!.
الجنوب المحرر هو من تنقطع عنه الخدمات الأساسية بشكل متعمد ومنه إلى انتشار الأوبئة والأمراض ، نوع جديد من الحصار أو بمعنى أصح (العقاب) للجنوب المطالب بحريته واسترداد أرضه المنهوبة باسم الوحدة العربية ، بل هي وحدة فرضت عليهم بقوة السلاح ، وصمت العرب من أجل المصالح وتدخلوا عندما تعرضت مصالحهم بالمنطقة إلى الأذى ، وبالرغم من ذلك لم ينظر العرب إلى الجنوب بعين الرحمة بل نظروا إليهم أنهم مجرد أدوات يستخدمونها في تحقيق أهدافهم المنشودة وتعاملوا معهم أنهم تابع وليس شريك في الحرب وشريك مهم ليس بشريك عادي.

أعداء الحياة
انتشار المجاعات في بعض المناطق الجنوبية بسبب عدم وصول الأغذية ومنع شعب الجنوب من الصيد في مياهه الإقليمية، حيث قتل الجوع 4000 طفل في منطقة الأزارق محافظة الضالع ، ولم يكتفِ أعداء الحياة بذلك بل أطلقوا صاروخًا على مبنى أطباء بلا حدود بمحافظة الضالع حتى توقف المنظمة عملها بالمحافظة ، ولكى يتركوا الأطفال تموت جوعا بلا إسعافات ولا أحد يستطيع إنقاذهم  ، وانتشر الجوع وقلت الخدمات في كافة المحافظات الجنوبية المحررة ، ومازال الجنوب يحلم بالحرية بالرغم من المأساة التي يعيشها والتي تدمي قلوب أصحاب الضمائر الحية.

إيمان بالعودة
وعندما تنظر إلى الشعب الجنوبي تجد مشاعرهم كلها واحدة وهدفهم واحد بالرغم من أحداث الاغتيالات اليومية التي تقف وراءها قوى تعادي استقلال الجنوب ، وبالرغم من توديع الجنوبيين للشهداء شهيدًا تلو الآخر لكن عندهم إيمان شديد بعودة وطنهم، إيمان يعتصر قلبي ألما ويفرحه في نفس الوقت.
فقلبي يعتصر خوفًا على ضياع حلم الحرية وفرحي من إصرارهم على تحقيق الهدف رغم الدماء الممتزجة بالدموع.
فتحول قلبي إلى ساحة من القتال وواحة من الحب وكذلك كل قلب من قلوب الجنوبيين.
فليت الدنيا تشهد معي على كل هذه المجازر الشنيعة والتي حذف سطورها الضمير العربي من سجلات تاريخه!.