رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الأربعاء - 17 أكتوبر 2018 - الساعة 11:10 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / قسم التقارير

يقف طلاب "السنة التحضيرية" في كلية الطب أمام بوابة الكلية حاملين لافتات تحوي عبارات مناشدة  تعبر عن كمية الظلم والإجحاف الذي تعرضوا له ؛ عندما وجدوا أنفسهم كالشخص المطعون غدرًا من الجامعة التي هي حلمهم الأكبر، ولم يكونوا يعرفوا أنّ "السنة التحضيرية" التي تجاوزوها بنجاح ؛ هي طريق الأشواك الذي ساروا عليه ؛ ليصلوا إلى طريق مسدود ما زالوا إلى هذه اللحظة عالقين فيه، ولم يجدوا من ينصفهم أو يمدّ لهم يد العون...في تقريرنا هذا تواصلنا مع عدد من الطلاب، من أجل معرفة تفاصيل ما يمرون به , وإلى أين وصل بهم الحال وعليه تم إعداد التالي: 

 قصة موجعة أظهرت خللًا 
قصتهم الموجعة لامست قلوب الجميع، وأظهرت أنّ هناك خللاً في منظومة "جامعة عدن" ؛ التي اتخذت قرارًا بتأسيس "سنة تحضيرية"، استقبلت فيها كمًا هائلًا من الطلاب، وعشمتهم بقبول كلّ الناجحين في امتحان القبول، إلّا أنّها لم تحسب حساب خطوتها التالية ، التي كانت عواقبها وخيمة بالتخلي عن أحد الشروط ؛ وهي تحديد قبول عدد معيّن فقط والاستغناء عن البقية حتى وإن كانوا ناجحين؛حيث سبّب هذا الشيء ضجّة كبيرة في صفوف الطلاب،الذين كان البعض منهم يأتون من محافظات أخرى، ويتجرعون غلاء المعيشة والظروف الصعبة، من أجل الدراسة والنجاح، واعتبروا أنّ ما حدث لهم ظلمًا وضياعًا لمستقبلهم.

ترتيب وتجهيز 
ويقول أحد الطلاب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية: " رتّبنا اليوم لعدة جهات من أجل التحرّك إليها، سواءً على الصعيد الإعلامي أو حتى الأكاديمي، وجهزنا "بيانًا رسميـًا" يُقدّم عن مطالبنا وقضيتنا وسبب احتجاجنا ، مكتب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اعتذر وصرّح لنا عن إمكانية اللقاء في يوم الأحد القادم ؛ فيما قام باستدعائنا مجموعة من أكاديمي جامعة عدن ؛ أبرزهم: د/ جوهرة ، رئيسة قسم العلاقات والشؤون الخارجية في الجامعة، ود/ محسن وهيب ,أكاديمي في جامعة عدن ؛ للاجتماع في مجلس المقاومة ومناقشة أوضاع طلاب التّحضيريّة والأسباب التي آلت إليه قضيتنا جراء قرارات الجامعة ".

 دون دفع رسومٍ 
وأضاف: "بالفعل حضرنا رغم بُعد المسافة،وطرحنا قضيتنا بشكل عام،وما هي مطالبنا المُقدمة، الشيء المضحك في الأمر ؛ أنّهم قالوا لنا : إنّهم سيقبلون عددًا محددًا، والبقيّة سيتعاونون معهم بإعادتهم "للسنة التحضيرية" دون دفع رسومها" , وتساءل مستغربًا: كيف سيقبل الطلاب وهم ناجحون، وهل بالأمر السهل أن تعيد سنة كاملة وتخسر مواصلات، وأنت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، مؤكدًا: "إنّه سيكون ضياعًا للوقت وهدرًا للمال وظلمًا كبيرًا لا يرضى به أحد".

قضيتنا ذاع صيتها 
ويواصل حديثه قائلا: "وجّهنا مناشدة لكلّ من له السلطة والأمر، أسوة بالمناشدة التي قُدِّمت لرئيس جامعة عدن، والأُخرى التي أُعِدّت لسيادة وزير التعليم العالي ، والحمد لله يمكننا القول: "إنّ القضية منذ بداية تصعيدنا الاحتجاجي، وصلت لشريحة كبيرة من الرأي العامّ وقنوات الإعلام المختلفة،واليوم انتشرت وذاع صيتها بين أكاديميّ جامعة عدن، الذين رحبوا بانضمامهم لنا ومشاركتنا موقفنا الطلابي، ومسيرتنا السلمية ؛ لإيصال رأينا لكل من لديه السلطة في البثّ بإنصاف، حتى تحقيق جميع مطالب الطلاب السلميين".

بشارة خير 
مشيدًا بدور كل طالب وطالبة، شارك في الاحتجاجات ولم يسأم، وبكل ولي أمر حرص على حضوره رغم حرارة الآمال، و لكلِّ ذي ضمير ساهم بشكل أو بآخر لإيصال رأينا، ومساندتنا ليُزهق حتمًا كل باطل، آملين من الجميع الاستمرار في التصعيد والمشاركة يوم غد الخميس، لاسيّما أنّ المحادثات التي حدثت اليوم حوت بُشارة خير لجميع الطلاب الناجحين، المُصرين على موقفهم رغم تخاذل الجميع".

جامعة عدن لا تحترم قراراتها
وجاء في البيان الصادر من اللجنة التنظيمية لخريجيّ التحضيريّة كليات الطب جامعة عدن: "جامعة عدن لم تحترم قرارها ؛ حينما أقرت امتحان مفاضلة لدخول "السنة التحضيرية"، وأعلنت كشف بنتائج الطلاب المؤهلين للدراسة في إطارها، ثم قامت بإقحام مجاميع أخرى من الطلاب يتجاوز عددهم الـ(300 طالب)، وذلك دون وجه حق، والمضحك في الأمر أنّ بعض أولئك الطلاب لم يخضعوا ــ حتى لامتحان القبول ــ إن لم تكن هناك مصداقية في بداية الأمر، ونكثتم قرارات أنتم من وضعها ، فكيف تريدون منا أن نصدق ما صرحتم به من نصوص، تؤكد إنّ مثل هذا التهاون لن يحصل مجددًا ، وإنكم ستحرصون على عدم تكرار ذلك التهاون في مرحلة ما بعد التحضيرية، فقط أخبرونا كيف سنثق بذلك إذا كانت قراراتكم ذاتها لا تثق بكم! 
قلتم إنكم أقحمتم ضعف عدد المقبولين ؛ بسبب تعرضكم لضغوطات خارجية ومتعصبة!.. ما الذي يجعلنا نصدق أن هذه الضغوطات لن تمارس عليكم مرة أخرى بعد انتهاء "السنة التحضيرية" ، أي في ميكانيكية القبول ضمن إطار سنة أولى بعد إعلان النتائج!.. أيضًا أكدتم إنّ هيئة التدريس من أبناء الدكاترة والأعلام الكبار في الجامعة، لهم أحقية في الحصول على مقاعد في الأقسام الطبية ، ما هي الأولوية التي منحتموهم فيها هذا الحق؟! ومن الذي أجاز لكم أن تصرّحوا بهذا الشّأن؟! وما هي وجهة النظر التي تستبيح أن يصبح ابن الدكتور له الأولوية في أن يكون طبيبًا دون الخضوع لأيّ شروط؟!!
كما صرحتم أن ذلك العدد الهائل من الطلاب ، الذين تم إقحامهم بشكل عشوائي ؛ ليست نقطة أو حجة نناقشكم بها؛حيث إنه سيصفى العديد منهم خلال مرحلة الفصل الأول والثاني، ولن يصمد إلا من استحق النجاح ؛ لكن بعد انتهاء "السنة التحضيرية" وتم تصفية الطلاب الراسبين وإعلان نتائج الناجحين، أخذتم نسبة قليلة منهم ورميتم باقي الطلاب في مهب الريح ؛ وذلك تحت مبرر القدرة الاستيعابية للكلية...! ألستم أنتم من استقبلتموهم في بداية الأمر، وكنتم تعلمون ما هي القدرة الاستيعابية لكم!، أم إنكم طمعتم في حصد أكبر نسبة من الأموال...؟! ألم يعاني أولئك الطلاب مأساة عام كامل من الجد والاجتهاد والمثابرة...؟! لقد تحدوا كل الظروف والأوضاع الكارثية التي تمر بها بلداننا، وصمدوا ــ بقوة ــ واجتازوا كل العقبات لعام كامل، ومع ذلك أصروا على الوصول لأحلامهم التي رسموها واستحقوا ذلك النجاح بجدارة، فبأي حق يتم إقصاؤهم!
يجب على كليات الطب أن تحتضنهم، لأنّهم لم يصلوا إلى ذلك النجاح إلا وهم يستحقونه ، جامعة عدن وأعلامها وممثليها هم من يتحملون ذنب أولئك الطلاب الذين سلبت حقوقهم، وهم من يتكفلون بكيفية إيجاد حلول ملائمة لهم، جرّاء تهاونهم في مستقبل أجيالهم...نحن لم ندفع مبلغ (30,000 ريال)وحاليـًا رفعت إلـى (45,000ريال)، كي يتم رمينا بعد أن حققنا ذلك النجاح؛سنطالب بحقوقنا ــ طلابًا ــ وإن استلزم الأمر سنستمر بالتصعيد،وسنسعى إلى مقاضاة كل ذي شأن، ونقوم بفتح قضية إدارية ضدكم، لتحايلكم بأخذ رسوم دراسية منا وإقصائنا بعد أن نجحنا ، وهناك من سيقفون معنا في هذه المرحلة التي سنلجأ إليها كـ ورقة أخيرة رابحة... حيث إنّ نظام "السنة التحضيرية" كان بحاجة إلى دارسة دقيقة ذات أبعاد تقدر فيه الجامعة التأثير السلبي الذي يصيب الطلاب في نهاية "السنة التحضيرية" عند إقصائهم وهم ناجحون،بعدما قضوا عامًا كاملاً من الدراسة والمعاناة والطموح اللّامحدود، الذي طالما سعوا لتحقيقه... 
لن نهدأ،ولن نتوقف عن الاحتجاجات،ما لم تلبي لنا الجامعة مطالبنا ؛ فنحن لسنا حقل تجارب لأخطائهم اقترفوها.

رأي ولي أمر 
فيما يقول أحد أولياء الأمور:" للأسف الطلاب الذين طلعت أسماؤهم، بعضهم عاد المادة "دور ثاني"، ومن لوائح الجامعة ؛ إنّ "الدور الثاني" بمعدل "مقبول" ، فكيف تمكنوا من النجاح، وتم قبولهم، وأنا ابنتي نجحت في كل المواد وبدرجات عالية، ولم تقبل".. وبنبرة حزينة يقول: "هذا أمر أعتبره ظلمًا كبيرًا لها، ولكلّ الطلاب الذين نجحوا ولم يتمّ قبولهم"...

سرقة مبرّرة 
يضيف: "الجامعة قبلت للعام التّحضيري (500 طالبًا)، على أن تصفي خلال الفصلين من يرسب ؛ فلاحظنا إنّه في الفصل الأول طلاب عليهم مواد رسوب، امتحنوا وواصلوا دراستهم ، والعجيب أنهم نجحوا وطلعت أسماؤهم...ثانياً إذا الجامعة تقبل (100) أو(200)، كان الأجدر أن تقبل (250) أو (300) وليس (500) ، إلا إذا كان الغرض تجميع أكبر مبلغ، وسرقته تكون مبررة...أيضاً طلاب الوساطات أكثر من الناجحين، متعجبًا: "إذا كان هذا في دخول "كلية الطبّ" فكيف سيكون حال المريض الذي سيعالجه هذا الطالب ــ عجب والله! ــ".

البعض خطوط حمراء 
وأوضح: "الكلام كثير ؛ لكن أقول : كليات "الطب والهندسة" خطوط حمراء، لا يجوز اللعب بها ؛ لأنّ تبعاتها وعواقبها وخيمة وتمسّ حياة الناس"...موضحًا: "هذا لا يبرّر الغلط في الكليّات الأخرى؛ولكنّ الطّبّ والهندسة تكاد تصل إلى التحريم ؛ لأنّـها لا تضرّ الطالب فقط ؛ بل المجتمع كلّه...لذا نقول:كفاية فساد، وكفاية دكاترة ومهندسين سفري – حد وصفه ـــ". 

إعادة النظر 
قرع طلاب "السنة التحضيرية" في كلية الطب، كلّ الأبواب من أجل استعادة حقوقهم والاستماع لهم ؛ لكن لم يتمّ إنصافهم من الجامعة أو الكلية، أو أيّ جهة لها علاقة بالموضوع،ولا أحد يعلم إلى أين سيكون مصيرهم...؟! ؛ لذا نوجّه مناشدة وخطاب مباشر لرئيس الجامعة د/ الخضر لصور، ونيابة شؤون الطلاب والشؤون الأكاديمية، أن يعيدوا النظر في موضوع هؤلاء الطلاب، وتراعي ظروفهم المعيشية وحالتهم النفسية،وألاّ تتسبب بظلمهم أو تعقيد الوضع أكثر...ونتمنى أن تتمّ الاستجابة لهم،وحلّ مشكلتهم في أقرب وقت.