رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الأحد - 12 مايو 2019 - الساعة 07:21 م

كُتب بواسطة : احمد سعيد كرامه - ارشيف الكاتب


كان وعيد وتهديد وتنفيذ الرئيس الأمريكي ترمب صريح وواضح لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط تحديدا , الإنسحاب الأحادي لمليشيات الحوثي من موانئ الحديدة الثلاثة ليس مفاجأة كبيرة لمتابعي الأحداث والتطورات السريعة للملف الأمريكي الإيراني وتداعياته العسكرية في المنطقة .

تحدث الرئيس الأمريكي ترمب عن معلومات إستخباراتية تؤكد إستهداف السفن الحربية والمدنية الأمريكية والعالمية في مضيقي هرمز وباب المندب عن طريق الحرس الثوري الإيراني ( مضيق هرمز ) ومليشيات الحوثي (مضيق باب المندب ) , وبعد إرسال حاملة الطائرات الاولى لمضيق هرمز , ستتمركز حاملة الطائرات الثانية قرابة خليج عدن لتأمين مضيق باب المندب .

أصبحت مليشيات الحوثي اليوم في مواجهة مباشرة مع الجيش الأقوى في العالم ولم يتبقى سوى إنطلاق ساعة الصفر , ولهذا وجهت إيران حليفها الحوثي بسرعة الإنسحاب من موانئ الحديدة وتنفيذ إتفاق ستوكهولم السويد قبل ال 15 من مايو الجاري , وهي المهلة التي حددتها الرباعية الدولية ( الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و السعودية والإمارات ) لتنفيذ الإتفاق وقبل جلسة مجلس الأمن الدولي .

قضي الأمر بتوجيه ضربات موجعة لحلفاء إيران أولا , ووقع الإختيار على الحلقة الأضعف الساذجة مليشيات الحوثي التي هددت مرارا وتكرارا باستهداف خط الملاحة الأهم على المستوى العالمي مضيق باب المندب , الان تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية عملا عسكريا محدودا تقدم عليه مليشيات الحوثي لتبدأ بشن هجومها الساحق الماحق .

كان إنسحاب مليشيات الحوثي الأحادي حقيقي هذه المرة رغم إستبدالهم بقوات خفر السواحل التابعة لها , مايهم الان ليس شكل ونوع وإنتماء القوات الأمنية التي ستؤمن موانئ الحديدة , الأهم هو أن تلك القوات أي كانت لن تدير الموانئ الحديدية أو تستولي على إيراداتها أو السيطرة عليها كالسابق .

وهذه النقطة تحديدا ما تغضب وتؤرق الشرعية اليمنية الفاسدة والفاشلة ممثلة بهرم السلطة وبطانته بسبب رغبتهم بالسيطرة على موانئ الحديدة أسوة بموانئ عدن وباقي المحافظات المحررة , 80% من واردات البضائع للسوق المحلية كانت تصل سابقا لميناء الحديدة وبالتالي سيعود ذلك النشاط التجاري لسابق عهده وسيتضرر بالتالي ميناء عدن .

فتجفيف المنابع المالية لتجار الحروب مليشيات وشرعية سيؤدي حتما للجنوح للسلم ووقف الحرب والشروع بالعملية السياسية وتقاسم السلطة .

وصل العالم لقناعة تامة بإستحالة وجود الرغبة الحقيقية لوقف القتال ووضع حد لنهاية الحرب في اليمن من قبل طرفي النزاع كما أطلقت عليهما الأمم المتحدة شرعية ومليشيات الحوثي , وأستغرب كمية التضليل الإعلامي من قبل الشرعية اليمنية حول إستنكارها للانسحاب الأحادي .

مع العلم بأن مليشيات الحوثي هي المسيطر الفعلي والميداني الوحيد على موانئ الحديدة الثلاثة , وبالتالي ومن البديهي أن يكون الإنسحاب أحادي وما الأمم المتحدة والشرعية سوى مراقبون ومشرفون على ذلك الإنسحاب وفق شروط إتفاق ستوكهولم السويد , كما سيقوم فريق أممي بإدارة موانئ الحديدة ومراقبة وتفتيش السفن القادمة .

فشل دبلوماسي كبير لوزير الخارجية اليماني , وفشل عسكري للجيش الوطني الوهمي , وتخبط سياسي شرعي مخزي بسبب تضارب التصريحات حول حقيقة إنسحاب مليشيات الحوثي الأحادي , وسباق ماراثوني إعلامي بين وزير الإعلام الإيراني ووزير الخارجية اليماني وهلما جراء .

يقين مليشيات الحوثي بدنوا نهايتها على يد الجيش الأمريكي هو من أرغمها وسيرغمها على التعاطي الإيجابي مع قرارات مجلس الأمن الدولي القادمة .