كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - الساعة 12:31 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب


في تناولٍ سابق لي بعنوان ( إتحاداتنا الجنوبية وضربة المعلّم ) وهذا نشرتهُ الغرّاء صحيفة الأمناء يوم ١٤ أبريل الجاري ، وفي فقرةٍ منه أشرتُ الى ضرورة تنسيق كلٌ الإتحادات والنقابات الجنوبية وغيرها مع بعضها ، وكذلك تشبيك أنشطتها وفعالياتها المختلفة ، وتحديداً في القضايا الحيوية المرتبطة بجنوبنا عموماً ، وهذا أكثر من ضروري ولاشك .

مثلاً .. اليوم يُجابهُ مجلس تنسيق نقابات شركة النفط الوطنية مشكلة قانونية ومصيرية مع مصفاة عدن ، بل وبوجهٍ أدق مع التاجر أحمد العيسي ، وهو الٱمر والمُحَرّك لهذه المصفاة التي أصبحت شِبه إقطاعيّةٍ خاصة به - وهذا نعرفهُ جميعاً - هذه المشكلة تتعلّقُ بتشغيلِ المصفاة لمساكب النفط - مُخالفةً للقانون - والبيع للقطاع الخاص ومحطّات البترول ، وهذا وضعٌ كارثيٌ ومصيري بالنسبة لشركة النّفط وموظفيها ، والأكثر كارثية أنّ هذا الواقع فيه مساساً صارخاً بالإقتصاد الوطني للبلاد ككل وليس شركة النفط وحدها ..

الواقعي أنّ نقابات شركة النفط نقابات حيّة وفاعلة حقاً ، فهم بدأوا إحتجاجاتهم أمام مبنى المحافظة ومجلس الوزراء ، ولاحقاً إضطرٌوا للوقوف أمام بوّابات المصفاة وفي جولات خروج صهاريج النّفط التي تُعبئها مساكب المصفاة في البريقه ولكن .......... ، لكن بمجرّد مغادرة المُحتجين مواقعهم خرجت قوافل الصهاريج من المساكب تِباعاً !! طبعاً من غير المنطقي وقوف المحتجين على مدار الساعة واليوم ..

كلٌ هذا يُظهرُ فساد وعبث ولامبالاة هذه السلطة الشرعية بكل مستوياتها من المديريات الى المحافظة الى أعلى مستوىً فيها بكل مايجري على الأرض ! فثمّةَ شركةٍ وتاجرٍ - حوت إقتصادي - وفي موقعٍ للسلطة ، وهم يخترقون القانون علناً ، ويتكسّبون بطريقةٍ غير مشروعةٍ ، بل وسوف يُدَمرون شركة وطنية أخرى ولاأحد يهتم بكل ذلك مطلقاً من هذه الجهات !! وكلٌ هذا يستدعي فِعلاً جنوبياً مجتمعياً مُقاوماً ورافضاً لكل هذا العبث ، ولأجل الدفاع والحفاظ على الحقوق بدون شك .

لِنتخيّلَ مثلاً .. أنّ كُلٌ إتحادات ونقابات الجنوب وكلٌ فعالياته وجماهيره وقفوا في صف أخوتهم في نقابات شركة النفط في قضيّتهم هذه ، وطبعاً القضية لاتمسٌ شركة النفط وموظّفيها لوحدهم كما أسلفنا ، فهي تمسٌ الإقتصاد الوطني للبلاد ككل .. ولنتخيّل أنّ كلٌ هؤلاء وقفوا في إحتجاجاتٍ جماعيّةٍ في كل المرافق والوقوف في كل الجولات و .. و .. ، كما ولانستبعدُ تطويق مواقع مساكب المصفاة وحتى قلعها من صبّياتها لخطورتها وإضرارها البالغ بشركة النفط وكلٌ إقتصاد البلاد ، ولأنّ السلطة لم تستمع ولم تتجاوب مطلقاً أو توقف عبث المصفاة والتّاجر المسيطر على هذه المصفاة .. لِنتخيّل هذا .

السلطة الشرعية المسخ مشغولةٌ تماماً بتفاهات إحياء البرلمان الميت والغير قانوني من مخلفات عهد المُثلّج عفاش ، مع أن هذا البرلمان ضالع في كل المساوئ التي تعصفُ بالبلاد الى اليوم ، بل ومن أعضائهِ من وقف يقاتل في صفّ الحوثي !! وكلٌ هذا يعطينا الصورة السّاطعة عن حقيقة وكِنَة هذه السلطة والمأمول منها ايضاً ، بل ويُبلغنا كجنوبيين بأنّنا لن نَطَلْ أو نُحَقق شيئاً من الإنصاف في حقوقنا المشروعة إلّا من خلال فَرْضهِ بأيدينا وجُهودنا وتعاضدنا مع بعض ، وإلا .. ، ومعروفٌ مابعد هذه ولاشك ..

لذلك قضيّة شركة النفط الوطنية اليوم هي قضية عامة تخصٌ كلٌ جنوبنا ، حتى قضية العمال النقابيين الموقوفين من عمّال المصفاة ظُلماً وتجبراً هي قضية تخصٌ كلٌ الجنوب ، فهؤلاء العمال وقفوا دفاعاً عن هذه المصفاة وضرورة إعادة تشغيلها ، والمصفاة مرفق إقتصادي جنوبيٌ وحيوي لنا جميعاً ، وصمتنا على تدميرها وإبتلاعها وتسخيرها فقط لحيتان الفساد هو كارثة علينا كجنوبيين عموماً ، ومن العيب والعار علينا الصّمت على كل هذا ، بل ولذلك قلنا بالضّرورة تنسيق كل الفعاليات الجنوبية من إتحاداتٍ ونقاباتٍ وخلافه لجهودها في التّصدي لكل أشكال العبث والفساد مجتمعة ، وهذا إذا كنّا نريدُ إحداثِ أثرٍ حقيقيٌ في فِعلنا ونضالنا .. أليس كذلك ؟!