رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الإثنين - 08 أبريل 2019 - الساعة 08:06 م

كُتب بواسطة : محمد عباس ناجي الضالعي - ارشيف الكاتب


اعزائي القراء الكرام في هذه العجالة سأحدثكم عن نجم من نجوم سماء الجنوب الزاهية ذكرته في كتابي الجديد وسأذكره في كتابي القادم ان شاء الله وهو: محسن بن فضل بن محسن بن فضل بن علي العبدلي - سلطان سلطنة لحج.

ولد السلطان محسن العبدلي في 1790م تقريبا في مدينة الحوطة المحروسة عاصمة محافظة لحج.. ورث الحكم بعد ابن عمه احمد عبدالكريم فاصبح سلطانا لسلطنة لحج في سنة 1827م.

وفي عهده بدأت المحاولات البريطانية لاحتلال عدن متبعة عدة طرق للوصول الى هدفها ومنها اتهامه بنهب سفينة ترفع العلم البريطاني. واغرائه بالاموال مقابل التنازل عن عدن.. فخاض مرحلة طويلة وقاسية من المفوضات مع بريطانيا بشأن رغبتها في الحصول على عدن ولكنه رفض ذلك بشكل مطلق وفضل المواجهة على الاستسلام لانه يعلم انه سيأتي يوما ويذكره التاريخ بما يستحقه.

ففي رسالة له الى حاكم بومبي البريطاني في الهند بتاريخ 15 يناير 1838م يقول له فيها (( هناك مثل عربي يقول دع الجسد يحترق ولا تدع الوطن ينخرق. ومن الافضل ان يبيع الواحد امه على ان يقوم بذلك لانه يقطع عنه ملاذه ويجرده من كرامته)).

وفي رسالة اخرى بعث بها الى مبعوث بريطاني وصل الى عدن في 17 نوفمبر 1838م يقول فيها(( ان هينس يرغب في حكم عدن. لكنه لن يتمكن من ذلك حتى يصل السيف الى حلوقنا)).. ويالها من عبارات تعبر عن حس وطني رفيع قلما نجده اليوم فيمن يدعون انهم جنوبيون وقيادات جنوبية.. فالوطن اصبح بالنسبة لهم يباع مقابل منصب قيادي او انتماء حزبي او حفنة من المال.

ومالفت انتباهي ليس صلابة موقف السلطان محسن العبدلي رحمه الله. فهذا امر طبيعي للرجال الشرفاء. وانما ايضا الحنكة السياسية والقدرات العلمية واللغوية التي كان يمتلكها هذا الرجل العظيم والتي قد لايمتلكها اليوم منهم يحملون اعلى الشهادات.. وهذا يتجلى من خلال رسائله العديدة.

وكان ابنه احمد هو الذي كلفه ابوه بالدفاع عن عدن كونه اكبر ابنائه.. فقال الامير احمد لهينس في رسالة (( انكم تطلبون ارض عدن. وهذه اللهجة ماسة بسمعتنا.. اما اذا كنتم على استعداد ان تكون بيننا صداقة من جديد بحيث تكون سمعتنا الوطنية مصانة فابقوا في شخصكم شعورا طيبا وسوف نصبح اصدقاء)).

وكان الابن موقفه لا يختلف عن موقف ابوه ولكنه بعد فترة حدث منه مالم يكن ابوه يتوقعه فشكل له ذالك صدمة عنيفة.. وهذا سنذكره لاحقا.

ولان بريطانيا كانت قد عزمت على احتلال عدن فقد تمكنت من احتلالها يوم السبت 19 يناير 1839م بفعل تفوقها العسكري بعد ان ضرب شعبنا وفي مقدمته مواطني مدينة الحوطة والقرى المجاورة لها ولاسيما قبيلة العزيبة صاحبة التاريخ الناصع والرجال الاماجد اروع معاني التضحية وقدم قوافل من الشهداء الابرار والجرحى الاخيار في سبيل الدفاع عن وطنه.

وقد قام السلطان محسن العبدلي بعد خروج المقاومة من عدن بفرض حصار على عدن لعدة سنوات رغم الاعمال البربرية والمؤمرات الدنيئة التي دبرتها السلطات البريطانية ضده.

ولانه كان رجل وطني ولم تكن للخيانة مكانة في قاموسه فذات يوم علم ان ابنه الاكبر احمد بن محسن يتواطى مع الانجليز فكانت الصدمة شديدة عليه واصيب بالشلل جراء ذلك.

فحاولت بريطانيا تنصيب ابنه احمد بدلا عنه ولكن شعبه اللحجي الابي رفض فظل سلطانا حتى انتقل الى جوار ربه في الساعة التاسعة من مساء يوم 29 نوفمبر 1847م فخلفه ابنه احمد في الحكم ولكنه لم يستمر في الحكم سوى سنة واحدة ومات بمرض الجدري.. وهذه آية من آيات الله.

رحمك الله سيدي السلطان البطل.. لقد كان لي الشرف انني تمكنت قبل غيري من رؤيتك نجما ساطعا في سماء وطني.. ثق انه سيأتي ذات يوم قريب حفيد من احفادك من ابناء الحوطة المحروسة ويدون سيرتك العطرة وتاريخك الناصع وينال عليها شهادة علمية رفيعة تداني رفعة مكانتك كنجم ساطع في سماء وطنك منذ قرابة 200 سنة.. رحمك الله رحمة الابرار.. امين.