الخميس - 13 ديسمبر 2018 - الساعة 11:54 م
كتب: أحمد عاطف
بدأت تتضح الرؤية شيئاً فشيئاً فيما يتعلق باستراتيجية المبعوث الدولي لحل المشكله في اليمن. فمن خلال اعلان ٣ اتفاقات او تفاهمات بين السيد جريفيث المبعوث الاممي الى اليمن والحوثيين والشرعية ( وهي اتفاقات تجاوزت التوقعات حول بناء الثقه الى ماهو ابعد منها ) يكون المبعوث قد نجح في تطبيق مبدأ الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي يقول " اذا جابهتك مشكله كبيره فيجب ان تقوم بتقسيمها الى اجزاء صغيره والشروع في حل كل جزء على انفراد ".
الاتفاقات او التفاهمات الثلاثه التي نتجت عن مباحثات السويد هي:
١) اتفاق انسحاب القوات من مدينة الحديدة ومينائها ومينائي الصليف ورأس عيسى.
٢) اتفاق حول فض الاشتباك في تعز
٣) اتفاق حول اطلاق سراح الاسرى.
هذه ٣ اجزاء مكونه للمشكلة الكبرى في حرب اليمن. فماذا تبقى؟
بالتأكيد بقي حل القضية الجنوبيه. والسؤال هل سيواصل المبعوث الدولي إنتهاج مبدأ ديكارت بالنسبة للجنوب؟ وهل سيكون ذلك ممكناً بالنظر الى تخلف موقفي الحوثي والشرعية عن موقف الاقليم والعالم بخصوص القضية الجنوبية؟
ففي الوقت الذي لاتوجد لدى الاطراف الاخرى - ماعدا الشرعية -مشكلة في اشراك المجلس الانتقالي كطرف جنوبي في المفاوضات، تحاول الشرعية بكل قوتها إبهات تأثير المجلس الانتقالي بخلق مكونات جنوبية صورية لا تملك تأثيراً جماهيراً وذلك بهدف اضعاف المجلس سياسياً ومنازعته في تمثيل الجنوب.
يدرك المبعوث الاممي ان سبيل تحقيق السلام في الجنوب سيتم من خلال بوابة المجلس الانتقالي وسيكون منطقياً استثمار نجاحات مفاوضات السويد باسقاطها على القضية الجنوبية ، ولكن الشرعية والحوثيين يريدون التخلص من المجلس الانتقالي ككيان بموجب مبدأ نابليون بونابارت ( حل العقدة بقطعها ) ولذا سيكون على المبعوث بذل جهوداً مضنية لاقناع الاطراف بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات مع المجلس الانتقالي.
ستصبح الكرة قريباً في ملعب المجلس الانتقالي وحرّي به ان يبدأ التسخين استعداداً للمباراة القادمة.