كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الجمعة - 13 أبريل 2018 - الساعة 02:49 م

كُتب بواسطة : احمد عمر بن فريد - ارشيف الكاتب


بسم الله الرحمن الرحيم
المطبلون ومنظمي حفلات الزار .. الى اين سيأخذون الجنوب ؟
حينما دخلت القوات الشمالية الغازية للجنوب صيف عام 1994 م تحت مظلة " الشرعية الدستورية " كانت تضم في كنفها وتحت جناحيها الكثير من القوى الجنوبية التي قاتلت معها بدافع " الانتقام " و " الشماتة " .. أو بدافع تصفية الحسابات او بدوافع أخرى ! وكان هنالك جزء من شعب الجنوب فرحا بدخول القوات الغازية ظنا منه أن هذه الشرعية الدستورية ستتعامل مع الجنوب بعلقية الدولة وقوانين المواطنة المتساوية .

لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث ابد , ولم تمضي سوى بضعة اسابيع حتى تكشف لجميع الجنوبيين بلا استثناء ماهية " العقلية الزيدية " التي احكمت قبضتها على كل مقدرات وخيرات الجنوب وتعاملت معه بعقلية المستعمر كما اقر بذلك علي محسن الأحمر .


يبدو لي – وانا اشعر فعلا بمرارة كبيرة – ان تلك الأجواء التي سادت ما قبل حرب 94 م , تعيد نفسها مرة أخرى في ذات الأجواء المشحونة " جنوبيا " بروح الشماته والانتقام والهيجان اللامسئول !! .. حتى يبدو للمراقب من بعيد اننا نعيش حالة غياب تام للعقل القادر على الاتعاظ من الماضي أوالذي يمكن ان يرسم صورة مشرقة للمستقبل , أو .. وكانما نحن نعيش الآن حفلة زار لا تسمع فيها الا قرع الطبول و صراخ الموتورين والمغيبين ذهنيا .


في جميع المراحل الماضية يثبت لي شخصيا بالدليل القاطع ان الله يساعدنا من حيث لا نعلم , ويصحح جميع اخطائنا و حتى حماقاتنا , ويوقع خصومنا في هفوات وزلات ذات خسائر فادحة .. لكنني أخشى ان ينتقم الله منا بعد كل ذلك , لأننا لا نقدر نعمته ولا عطائه ولا كل تلك الفرص التي يتيحها لنا مرة تلو اخرى ..! ويبدو لي ايضا اننا لا نريد أن نتعلم , ولا نريد ان نفهم كيف نحسن التعاون فيما بيننا كجنوبيين من خلال ادارة حوارت جادة بقدر ما نحسن ونجيد " حدة المواجهة " .. والضرب في بعضنا بقوة مفرطة دون ان نعلم ان النتيجة النهائية فيها , لن يسلم منها أحد ابدا !


اكتب هذا الكلام وانا اتابع هذه الحملة الشرسة جدا من نفس العقلية التي انتجت خسارة 94 ضد المجلس الانتقالي والتي تهلل وتكبر بقدوم بن دغر رئيس حكومة الشرعية الى عدن .. صاحب مشروع الدولة الاتحادية ! اذا .. عقلية الشماتة تكرر نفسها وتعيد انتاج نفسها بحماقة كبيرة و بذات المقومات التي لا تنتج الا الخسارة والكوارث الوطنية ! .. وعلى الرغم ان معايير القوة في عام 2018 تختلف تماما عنها في عام 1994 م في جانبها العسكري , الا ان الوحدة الوطنية في جميع الأحوال تمثل عاملا حاسما في اي نزاعات من هذا القبيل , وعلى الذين يراهنون على بن دغر او الميسري او مشروع الدولة الاتحادية ان يتذكروا ان هؤلاء الجنوبيين " الأفراد " .. لن يكونوا الا بمثابة " جسر عبور " للقوى الزيدية حتى تتمكن من الجنوب مرة أخرى بالكيفية التي تمكنت فيها منه يوم 7 / 7 .. وان هذه الدولة الاتحادية ان نجحوا في تمرير مشروعها – لا سمح الله – لا يمكن لها ان تستمر الا وتنقلب عليها قوى عسكرية بهذه الطريقة او تلك .. وحينها على الشامتين .. والمغامرين .. ان يبحثوا عن عراب هذا المشروع بن دغر او غيره والذي لن يجدوه طبعا ! وعليهم بعد ذلك ان يذهبوا الى العالم الخارجي ومؤسساته الدولية ل " يشتكوا " .. ويسألوا : اين ذهبت دولتنا الاتحادية ؟!! وحينها سيأتيهم الجواب الناجز : اذهبوا .. وعودوا من حيث اتيتم .. يبدوا انكم " مدمني " مشاكل وحروب , نحن نتعامل مع من يحقق الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة ويفرض نفسه ! ونحن لا نحمي المغفلين ولا ندافع عنهم .


هذا الكلام ... نوجهه لمجموعة المطبيلن .. الشامتين ... المغامرين ... في الجسد الجنوبي بشكل عام , رغم علمنا الأكيد ان الطبقة العليا الموجهه لكل حفلات الزار هذه لا يهمها مصير الجنوب مستقبلا ولن يعنيهم ماذا يمكن ان ينتج عن سياساتهم من كوارث , لأن مستقبلهم ومستقبل اولادهم وحتى احفادهم .. " مؤمن " ! اما الشامتون .. وقارعي طبول الحرب ومنظمي حفلات الزار , وممزقي نسيجنا الوطني فسوف يلعنهم اولادهم واحفادهم اكثر مما سيلعنهم التاريخ .
أحمد عمر بن فريد