كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


السبت - 10 فبراير 2018 - الساعة 09:13 م

كُتب بواسطة : شائف الحدي - ارشيف الكاتب


مَثّلَ ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي بعد إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017م نقطة تحول جوهرية في القضية الجنوبيِّة، حَيثُ تَمكّنَ خلال أشهر معدودة من المضي قدُمًا نحو الهدف المنشود لشعب الجنوب، لتأتي أحداث عدن الأخيرة في 28 يناير لتحقق لــ”لمجلس الانتقالي الجنوبي“ مكاسب عديدة.
اقرأوا أبرز المكاسب السّياسية، التي أعادت التوازن لـ”لقضية الجنوبيِّة“ في المعادلات الإستراتيجيّة والدبلوماسيّة داخليًا وعربيًا وفي الأجندات الدّولية بــ(الأمم المتحدة) والقوى العالميّة الفاعلة (صُناع القرار)، كأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، مع تحول موازين القوى العسكرية على الأرض في العاصمة عدن بشكل متسارع مع معطيات الواقع لصالح قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي، وإليكم رصد لهذه العوامل على شكل نقاط أهمها:


❐ أثبت المجلس الانتقالي أن القوة العسكرية الفاعلة على الأرض هي قوته ولا شيء سواها.

❍ عززت أحداث عدن الأخيرة من قدرات المجلس الانتقالي لإدارة الجنوب وتمثيله في كل الاستحقاقات الداخلية والخارجية مثل اللقاءات والحوارات والمؤتمرات والمفاوضات والإقليميّة والدولية.

❐ حظي ”المجلس الانتقالي“، بشعبية جماهيرية واسعة؛ بل وبمساندة كل جماهير الجنوب التي لم تتأثر بالحملات الإعلامية المشبوهة والشرسة والمضادة والمأجورة التي تنشرها مئات المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية التابعة لحزب الإصلاح المُموّلة من قطر وتركيا وإلى جانبها إعلام الحوثيين المُموّل من إيران؛ فقد شنت تلك الأبواق حملة إعلامية مسعورة فاقت كل التصورات داخليًا وخارجيًا هدفت إلى الكيد لـ”لقضية الجنوبيِّة“، والنيل منها وجودًا وتاريخًا ومحاولة طمس الهويّة والمرجعيّة للجنوب أرضًا وإنسانًا؛ ولكن ونظرًا لجماهيرية المجلس الانتقالي والتفاف كل أبناء الجنوب حوله وتدفق الآلاف منهم إلى العاصمة عدن واحتفالهم في عواصم المحافظات الجنوبيِّة وخروج أبناء عدن إلى الشوارع في مظاهرات إحتفالية رائعة تأييدًا للمجلس الانتقالي وخطواته، أظهر للقاصي والداني والكبير والصغير والعدو والصديق أن كل جماهير الجنوب تساند وتقف خلف المجلس الانتقالي؛ فهو ممثلها الأوحد ولا سواه ومعبرًا عن إرادتها الحرة، ومن ثم التعبير عن المصالح العليا
للوطن والشعب الجنوبي من المهرة شرقًا حتى باب المندب غربًا.
 
❍ تلجيم أفواه المتربصين في إعلام الشرعية وحزب الإصلاح، الذين راهنوا على عدم اجتماع الجنوبيين تحت حامل سياسي موحد يقود قضيتهم العادلة أمام الرأي العام الإقليمي والدولي؛ فقد كان المجلس الانتقالي خير حاملا لقضية شعب الجنوب على طريق استعادة الدولة الجنوبيِّة واوصد الأبواب أمام كل الذين يحاولون افتعال الأزمات وتجزئة وتمزيق الشعب الجنوبي.

❐ أكّد المجلس الانتقالي أن لديه كفاءة في إدارة المعركة العسكرية والسياسيّة من خلال مجريات الأحداث الأخيرة وحصرها على مواقع ومناطق محدودة بالعاصمة عـدن وتجنب حدوث أضرار كبيرة أو سقوط ضحايا من المدنيين، وكذا قدرته على الإدارة السياسيّة للأحداث بتواصله مع قوات التحالف وقوى المجتمع المحلي وقيادات ”المقاومة الجنوبيِّة“ وكثير من قيادات معسكرات ما كان يُسمّى بالشرعية بحيث استطاع أقناعهم بأنّ الهدف للجميع واحد هو استقلال الجنوب وبذلك استجاب الكثير منهم؛ بل أغلبيتهم مما سرع في حسم تلك الأحداث وتطويقها والتقليل من حجم آثارها السلبية على المجتمع الجنوبي.

❍ فنَّد المجلس الانتقالي الحديث الذي قيل ويُقال سابقًا في عدم قدرته على إقناع مختلف موظفي الدولة الجنوبيين عسكريين ومدنيين بالاستجاجة للأهداف التي يمثلها المجلس الانتقالي من خلال سرعة انضمامهم إلى قوات ”المقاومة الجنوبيِّة“ التي مثلت المجلس الانتقالي رغم تواجدهم في معسكرات ما يُسمّى بالشرعية ورفضهم للقتال ضد إخوانهم.

❐ إنّ انحياز الجنود الجنوبيين في معسكرات الشرعية إلى صف المجلس الانتقالي، أكّد بما لا يدع مجالاً للشك على المصالحة الجنوبيِّة الجنوبيِّة قولاً وفعلاً، وفوّت الفرصة وضيعَّها على أصحاب المشاريع التمزييقة المدعوميين من ميليشيات الإصلاح التكفيرية خصوصًا وقد رأينا تعانق الجنوبيين في المعسكرات والطرقات الذين كانوا محسوبين على الشرعية أو على المجلس الانتقالي، وقد جسّد ذلك زيارة القائد/عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للمقاومة الجنوبيِّة، من خلال زيارتهِ للجرحى لكلا الطرفين المنضويين تحت إطار ما يُسمّى بالشرعية والمقاومة الجنوبيِّة.

❍ استطاع المجلس الانتقالي من خلال عمل بضع أشهر مستندًا على الثورة والمقاومة الجنوبيِّة، كسب ثقة المجتمع الإقليميّ والعربي والدولي كقوة عسكرية وسياسية صادقة مخلصة لمبادئها وضليعة بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وإيقاف المد الفارسي الإيراني في الجنوب واليمن والمنطقة بشكل عام.

❐ الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الجنوبيِّة عدن كانت خلاصة لعمل المجلس الانتقالي الإداري والوثائقي والأمني والعسكري والسّياسي والإتصال بالعالم الخارجي، الأمر الذي ساعد المجلس بنشر القضية الجنوبيِّة وأحقيّة أصحابها في تقرير مصيرهم سياسيًا وإعلاميًا عبر كافة الوسائل الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي؛ وهذا بدوره يمهد لسرعة الأعتراف الإقليمي والعربي والدولي بحق تقرير المصير لأبناء الجنوب واستعادة دولتهم المغتصبة على كافة ترابها الوطني.

❍ تَمكّنَ المجلس الإنتقالي الجنوبي من خلال الأحداث الأخيرة التي حدثت في العاصمة عـدن، الوصول بالقضية الجنوبيّة إلى مراكز صناعة القرار في الدول العُظمى؛ حيثُ التمسنا ذلك من خلال ردود أفعال الأمم المتحدة والدول العُظمى، كأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وغيرها من الدول الكبرى؛ فقد اعتبروا المجلس الإنتقالي الجنوبي طرفًا سياسيًا طالبوه هو والطرف الآخر الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع حد للنزاع بين الجانبين والتوصل إلى حل سلمي يُنهي النزاع المسلح الدائر في العاصمة عـدن؛ وهذا يُعدّ أوّل اِعترافًا صريحًا لا غبار عليه من أن المجلس الإنتقالي الجنوبي صار اليوم طرفًا سياسيًا فاعلاً في اللعبة السياسيّة المحلية والإقليميّة والدّولية وأنه رقم صعب لن يستطيع أيّ أحد أن يتجاوزه بعد اليوم مهما كانت المبررات أو الأسباب؛ فهو من دون أدنى شك سيكون ممثلا للقضية الجنوبية في أيّ مفاوضات وحوارات ولقاءات قادمة .

❐ بَرْهَنَ الواقع أن ما بعد أحداث 30 يناير أنتجت واقعًا سياسيًا جديدًا؛ فكل ما هو موجود في الجنوب وساحاته ومياهه صار اليوم تحت إدراة وحماية المجلس الانتقالي وقواته الجنوبيًِّة، وأيّ مفاوضات قادمة تتعلق بهذه الحرب، التي تخوضها قوات التحالف العربي في اليمن سيكون المجلس الانتقالي طرفًا أساسيًا ممثلا عن شعب الجنوب، ليس من أجل الاستقلال فقط، فالاستقلال أصبح واقعًا سياسيًا وجغرافيًا وعسكريًا واجتماعيًّا؛ بل من أجل الحصول على التعويضات عمّا لحق بالجنوب من قبل نظام الاحتلال اليمني وقوى النفوذ والفيد خلال أكثر من عقدين و ــ أيضًا ــ لتنسيق العلاقة القادمة مع الأشقاء في الجمهورية العربيّة اليمنيّة مستقبلا.

❍ منذُ انطلاق الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبيِّة وتتوِيْج ذلك بقيام المجلس الانتقالي، فإن القضية الجنوبيِّة حققت نصرًا سياسيًا وإعلاميًا لم يسبق لها مثيل مقارنة بسنوات 94م إلى 2007م ثم من 2007م إلى 2015م، ولأوّل مرّة تجد القوى الشمالية والمجتمع العربي والدولي أمامها قيادة جنوبية منظمة موحدة متماسكة بهيكل تنظيمي من أسفل إلى أعلى وتمثيل داخلي وخارجي أستطاع أن يستغل الأحداث الأخيرة التي فجرتها ميليشيات حزب الإصلاح في عدن، والتي كانت تهدف من وراءها إلى الأقتتال الجنوبي الجنوبي وأرتكاب مذابح بحق المدنيين وتخريب واسع النطاق للبنية التحتية والمساكن حسب ما أنكشف من مخطط حتى الآن، إلاّ أن المجلس الانتقالي حوّل تلك الأحداث لصالح الجنوبيين عامّة وحقق من خلالها نقلة نوعية للقضية الجنوبيِّة التي صار المجتمع العربي والدولي على أقتناع تام بها.

❐ أعاد المجلس الإنتقالي الجنوبي تأكيداته وتعهداته التي قطعها سابقًا للمجتمع الإقليمي والدولي؛ وكذا لأبناء الشمال على استمراره في محاربة قوى الإرهاب بكافة أشكالها ودعم أيّ مقاومة في الشمال والقتال إلى جانبها حتى إنهاء المشروع الحوثي الإيراني في المنطقة، بمعنى آخر أن ”المجلس الانتقالي“ لم يغترّ أو يتراجع قِيْد أَنْمُلة عن عهوده التي قطعها للأشقاء والأصدقاء، ولم يكتفِ بأنّه قد صار القوة المسيطرة على الجنوب كاملاً ثم يتراجع عن إلتزاماته الإقليميّة والدّولية؛ فهو ينطلق من سياسة ثابتة ترفض إنْتِهاز الفرص أو الأنقلاب على المواقف والعهود السّياسية.

❍ وفي غَمْرَة هذه الأحداث لم يَتخلَّ ”المجلس الانتقالي“ عن حمايته للسكان وحفظ أمنهم واستقرارهم في العاصمة الجنوبيِّة عـدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام، ليس ذلك فحسب؛ بل أصرَّ ويُصِرُّ على تحقيق كافة مطالب الجماهير في العيش الكريم وتوفير حاجياتهم من الخدمات والبنية التحتية بالتنسيق مع دول التحالف العربي، وليس باحثًا عن مكاسب أو مناصب شخصية سياسية إلخ...