كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الثلاثاء - 14 أبريل 2020 - الساعة 01:28 م

كُتب بواسطة : عبدالكريم أحمد سعيد - ارشيف الكاتب


كونوا بحجم الوطن وجسامة التضحيات

يمر الجنوب بمرحلة تاريخية صعبة ومعقدة في ظل الحرب الدائرة باليمن، يتطلب إلى تضافر الجهود والعمل الجاد والمخلص من قبل كافة شرئح المجتمع الجنوبي وقواه السياسية المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية وحق شعبنا في إستعادة دولته، بنظام ديمقراطي فدرالي جديد، يسوده العدل والمساواة، في ظل هيبة الدولة( النظام والقانون) الذي نسعى لتحقيقه وينشده شعبنا، وضحى من أجله خيرة شبابه ورجاله، في سبيل التخلص من الجهل والتخلف والمرض الموروث من العهود الظلامية البائدة، التي جسدها نظام عفاش في عقول وسلوك الناس لتصبح واقع يمني يتسم ب (الدوغماتية)، مختلفة تماما عن ما يسود في المنطقة والعالم.! وهو ما أدى إلى تفاقم حدة الخلافات الداخلية في ظل هشاشة الدولة، قاد إلى إنتكاس تجربة الوحدة اليمنية وفشلها، وخروج المارد الجنوبي ليعلن رفضه لهذا الواقع المؤلم..صحوة متأخرة لتصحيح خطاء تاريخي أوصل الجنوبيين إلى هذا المستنقع الخطير، بعد إدراكهم لخيوط اللعبة السياسية وخبث ومكر الطرف الآخر، وماترتب عليها من نتائج كارثية، أصبحت تهدد الجنوبيين أرضاً وإنساناً.

لهذا أنتفض الجنوبيون ( الحراك الجنوبي السلمي) منذ عام ٢٠٠٧م والتف الشعب حول قيادته السياسية الجنوبية رغم إختلاف الرؤى وما يعانون من مخلفات جائحة وباء صالح وحكمه خلال ٢٥ عام الماضية، التي أفسدت قيم وأخلاق الناس، إلا أن الجنوبيين أستطاعوا التقلب عليها..وهاهم اليوم يوصلون صوتهم للأقليم والعالم كونهم أصحاب حق ولديهم مشروع سياسي واضح بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي المفوض من قبل الشعب الجنوبي في الرابع من مايو ٢٠١٧م كما جاء في بيان عدن التاريخي. وهو بمثابة أستفتاء شعبي عام جسد واقع سياسي جديد على طريق إستعادة الدولة الجنوبية، بعد طرد القوات الشمالية وتشكيل جيش وأمن جنوبي لمحاربة التطرف والإرهاب والدفاع عن المكاسب والانتصارت التي حققها ضد القوى الغازية للجنوب عام 2015م ( الحوثية_ العفاشية) أذناب إيران في اليمن.
وبعد الفشل العسكري للقوى الشمالية وعملائهم في الجنوب، لجأوا كعادتهم إلى زرع وتغذية الفتن لمحاولة شق وحدة الصف الجنوبي لإضعافه من الداخل، من خلال أحياء الثأرات والصراعات والعزف على المناطقية المقيته التي قد تجاوزها شعبنا وتعلم منها الدروس والعبر بإعلان التصالح والتسامح في جمعية رفان بعدن عام 2006م .

مانواجهه اليوم في الجنوب هو حاله أستثنائية عابرة، مرتبطة بوضع نفسي وذاتي لدى بعض النخب والقيادات الجنوبية التي تشعر بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قد سحب البساط من تحت أقدامها، وأصبح واقع ملموس على الأرض (رقم صعب في المعادلة السياسية الجنوبية) يتابعه الأقليم والعالم بكل أهتمام، مما جعل بعض من الرموز السياسية الجنوبية التي ترى بأن مصالاحها الخاصة تكمن بالعودة إلى صنعاء (وهم قلة) لتتخذ موقفا عدائيا تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي، تعمل ليل نهار على تشويهه والتقليل من أهميته، بل والتشكيك بقدراته والتحريض عليه. وهناك رموز وقوى سياسية أخرى ربما لديها بعض التحفظات أو الملاحظات حول تشكيلة وأداء المجلس ولكنها تقف إلى جانبه وتعمل على تقديم النصح والمشورة، وتدعو للحوارات الوطنية ورفض إستخدام القوة العسكرية بين الجنوبيين مهما بلغة الأختلافات فيمابينهم، حفاظا على هذا المكون الوطني الجامع للجنوبيين، كونه الأمل الوحيد لشعبنا في هذه المرحلة المفصلية، التي تتطلب إلى رص الصفوف وتوحيد الموقف الجنوبي في جبهة وطنية عريضة خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، لضمان تحقيق هدف شعبنا في إستعادة الدولة الجنوبية.

ليس من مصلحة الجنوبيين ظهور أي معارضة للمجلس الانتقالي في الوقت الحاضر ، ولا يمنع من وجود معارضة قوية بعد إستعادة الدولة في ظل التعددية السياسية والحزبية التي سيقرها الدستور الجديد، بالاحتكام للشعب عبر صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة والنزيهة.

اليوم ليس وقت الخلافات على سلطة لم نملكها بعد، رغم تواجدنا على الأرض، فمازلنا تحت الإحتلال عالقون بعقد الوحدة المشؤمة، ولم نستطع الحصول على الاعتراف الدولي بعد، لإستعادة مقعد دولة الجنوب في الأمم المتحدة..وهي المهمة الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها اليوم، وقد أصبحنا قريبين جدا من تحقيق هذا الهدف الذي نسعى إليه. فل نترك الخلافات الجانبية والتسابق على الزعامات الوهمية، ونوحد جهودنا حول الهدف الوطني النبيل لنتمكن من انتزاع حقنا المشروع.

وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي الإسراع في إعداد ميثاق شرف جنوبي يشرك فيه كل القوى السياسية والشخصيات الأجتماعية، لتجسيد مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية لكل أبناء الجنوب للمساهمة في بناء الدولة المدنية الحديثة وفي أعداد دستورها الجديد الذي يستمد قوته من الشعب .. ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب.

نأمل أن تصحو الضمائر ويرتفع صوت العقل والحكمة لينتصر الحق ، في هذه المرحلة الفاصلة التي تتطلب إلى رص الصفوف وتماسك الوحدة الداخلية، وتأجيل كل الخلافات الثنائية، لنجعل من الموقف الإنساني لمواجهة جائحة كورونا الكارثية فرصة للتقارب وتضييق المسافات بين الجنوبيين، استجابة لخطورة اللحظة وتطلعات الجنوبيين المشروعه والتي لا يمكن القفز عليها.

*مدير مكتب الشؤون الخارجية في كندا