كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الأربعاء - 01 يناير 2020 - الساعة 10:43 ص

كُتب بواسطة : حسين القملي - ارشيف الكاتب


منذ سعاعات ودعنا عام مضى واستقبلنا العام الجديد الذي لا يحمل سمات خاصة تميزه عن الأعوام السابقة أو تجعله منطلقًا أو بداية لمرحلة جديدة.

يبدو واضح للعيان ان من يراجع أوراق العام المنصرف، ومن يقرأ ما قد تحمله الأيام القادمة من احتمالات، أن العام الجديد ليس أكثر من جسر بين مرحلتين، أو وقفة لمراجعة الحسابات، وإغلاق دفاتر عقد كامل من الأزمات، التي استعصت على الحل، أو بات من الضروري توفير مناخات للتعايش معها وقبولها لفترة زمنية طويلة قادمة من الزمن.

الأزمات في عام 2019، هي في الإجمال “ توالي “ وبقايا أزمات قديمة، أو معروفة، ولا يبدو أن هناك من يستعجل الحل، أو من هو معني بإيجاد مخارج، وجل ما يفعله القادرون على التأثير، هو شراء الوقت، وانتظار الفرج الذي لا يعرف أحد حتى الساعة من أين سيأتي وكم ستطول مدة انتظاره.

في سنوات سابقة كانت الأزمات السياسية الحادة، طاقة أمل للأزمات الاقتصادية، فالحل السياسي هو وجه العملة الثاني للحل الاقتصادي، لكن الأمور تتغير اليوم فلم يعد هناك تعويل على الانفراج السياسي، كسبيل لانفراج اقتصادي.

ارتدادات الأزمات السياسية حتى بعد نزع فتيل ما هو متفجر منها، تظل تضغط على الحياة اليومية لتختلط الشكوى مما هو اقتصادي، بالشكاوى العديدة لما يصنف بالسياسي.

قبل حوالي شهر ذهبت إلى جمهورية مصر العربية بغرض العلاج التي انطلقت منها باكورة ”الربيع العربي”، لم تكن هذه أول زيارة لي لهذا البلد الذي أتيحت لي فرصة التجول فيه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

قبل وصولي في المرة الأخيرة، كنت أتصور أن سنوات ما بعد الثورة كافية لبداية جديدة وحياة مختلفة، لكن الصورة عن قرب كانت في العمق غير ذلك، فإلى جانب من يعيش على أمل التغيير، كان هناك من يتحسر على زمن مضى، وأمل مستحيل، وإلى جانب من تزايدت متاعبه لتأمين ضرورات الحياة، ستجد هناك من يعول على الإصلاح، حتى لو لم تكن هناك مظاهر دالة عليه.

مصر ليست المثل العربي الوحيد، فهناك أزمات أخرى كثيرة مماثلة، لعل أبرزها تونس ولبنان، الذي كان يأمل أن يكون انتهاء الحرب الأهلية فيهما بداية انعتاق من أزمات الاقتصادية واجتماعية، لنجد أنه بعد أكثر من عقدين ونيف على مرحلة الانفجار السياسي من جديد، وفي دوامة الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم عددًا وتتعمق تأثيرًا .

وليبيا التي ظننا أنها ضحية ديكتاتورية مقيتة، باتت بعد ما يقرب من عقد من الزمان كرة تتقاذفها مصالح محلية فاسدة، أو أشلاء لقوى ظلامية وحزبية أوعشائرية، دون أن يلوح في الأفق ما يبشر بالخلاص.

وسوريا التي راهن كثيرون على أنها ستكون ”بيضة القبان“ التي تحسم الجدل حول الربيع العربي، باتت المثال والنموذج الذي نستشهد به لندب حظنا لما آلت إليه آمال التغيير.

وما شهدته ليبيا وسوريا شهده العراق واليمن، بصور أشد مرارة، وأوسع انتشارًا .

بل إن الدول العربية التي ظنت أنها نجت من "طوفان الربيع العربي" تجد نفسها الآن في مرمى التهديد، وضمن دائرة الخوف من خطر لا يعرف أحد ماهيته وإلى أين يقود.

فهاهي الأردن الذي كان متنفس الأزمات لمن يحيط به، والمضيف لكل الهاربين من جحيم الخوف، وعدم الاستقرار، يعيش حالة احتقان تنذر بانفجار لا أحد يعرف نتائجه السياسية والأمنية فضلًا عن الاقتصادية، بل إن دول الخليج التي كانت لعقود طويلة واحة الأمن والأمان، ومربط خيل العرب الباحثين عن الفرص والحياة الكريمة، باتت محاطة بمخاطر كثيرة، وأجندات مختلفة تستهدف إعاقة مسيرة التنمية فيها، وتهديد الأمن والاستقرار في ربوعها.

عام 2020 يأتي، وعام 2019 يرحل ونحن نتأرجح بين أمل بعيد يتوارى باستمرار، وأزمات ضاغطة تتزايد وتتضخم، دون أن يملك أحد جرأة التنبؤ، بمتى نظل أسرى لحالة عدم اليقين التي لا تعيق قدرتنا على التقدم فحسب، بل على الحركة من الأساس.