كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 ديسمبر 2019 - الساعة 12:08 ص

كُتب بواسطة : علاء عادل حنش - ارشيف الكاتب



لا أحد يستطيع انكار المرحلة المهمة التي وصلت إليها القضية الجنوبية اليوم، والأهمية التي تبوئتها تلك القضية العادلة بين القضايا العربية والإقليمية والدولية.
اليوم، وبعد كل ما وصل إليه الجنوب من مرحلة مفصلية، نسمع البعض من أبناء جلدتنا يتحدثون "من باب العاطفة الثورية" عن لماذا لا يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بخطوات متقدمة كـ"إعلان استقلال الجنوب، أو تحرير شبوة ووادي حضرموت"، وغيرها من الأمور التي يراها البعض انها أولوية، ولا يجب تأخيرها حتى دقيقة!، ولا ألومهم في ذلك إطلاقًا، فكل أبناء الجنوب يحلمون في اليوم الذي يتم فيه إعلان استقلال الجنوب، لكن لماذا تناسى هؤلئك ما هو أولى وأهم؟
أليس أولى العمل بتفاني وإخلاص على "بناء الإنسان الجنوبي"؟
قضيتنا الجنوبية اليوم اصبحت من أولويات المجتمعين (العربي والدولي)، وأصبحت واقعًا لا يمكن تجاوزه، وهذا كله حدث في فترة زمنية قصيرة (سنتين وثمانية أشهر، أي منذ 4 مايو / أيار 2017م، يوم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وحتى اليوم)، لكن الواقع يقول أن الجنوب لن يأتي إلا بـ"العقل والمنطق"، ومن تهمه مصلحة الجنوب، ودماء الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الجنوب، ومعاناة الجرحى، سيفهم معنى هذا الكلام، فنحن ظلينا نرزح تحت وطأة الوحدة المشؤومة لقرابة (28 سنة)، وهذا معناه انه من الصعب تجاوز مخلفات الوحدة في عام أو عامين أو حتى عشرة أعوام؛ فالجنوب يا سادة تعرض لتدمير ممنهج في هويته وثقافته ودينه وفكره، وتعرض لحرب نفسية خطيرة افقدته الثقة في نفسه، والمنطق يقول انهُ من الصعب تجاوز كل تلك الأمور بسهولة ويسر.
اليوم نحن نبني ما تم تدميره من قبل (نظام صنعاء)، ومن المعروف أن البناء يكون أصعب بكثير من الهدم، لذا فإننا في مرحلة بناء تتطلب تكاتف جميع أبناء الجنوب، وتتطلب العمل (الكثير والكثير والكثير) من كافة شرائح وفئات الجنوب.
قضية أبناء الجنوب أصبحت محل اهتمام العالم أجمع، وربما يأتي الاستقلال في أي وقت، وربما نكون غير مستعدين للاستقلال، لكن ما يجب علينا التفكير به (جديًا وعمليًا وفعليًا وفوريًا) هو كيفية الاستعداد لاستقبال يوم الاستقلال، وهذا يأتي في اطار "بناء الإنسان الجنوبي" الذي تعرض لممارسات عنجهية وتعسفية ممنهجة، واقصاء وتهميش متعمد من قبل ذلك النظام البائد (نظام صنعاء).
لذا فإن علينا البدء في "مرحلة بناء الإنسان الجنوبي"، وهذه المهمة ليست مهمة المجلس الانتقالي الجنوبي وحده، بل مهمة كل أبناء الجنوب "ذكور وإناث" من (معلمين وأدباء ومثقفين واكاديميين ورجال دين وسياسيين وصحافيين وإعلاميين ودبلوماسيين وأطباء ومهندسين وعسكريين ورياضيين وفنيين ورجال أعمال ومؤرخين وفلاسفة ومفكرين وعُمال، وحتى من الأميين الذين عاصروا الفترات الزمنية العصيبة التي مر بها الجنوب).. نعم يا سادة يا جنوبيين، نحن أمام مرحلة غاية في الأهمية.. مرحلة اثبات الذات.. مرحلة محو الأفكار السامة التي زرعها (نظام صنعاء) طيلة (28 سنة ماضية).. مرحلة لن تنجح إلا إذا عمل عليها كافة أبناء الجنوب (رجال، شباب، كبار السن، نساء، أطفال).. نحن في تحدٍ مع الذات، فالأفكار التي نشرها (نظام صنعاء) أفكار خطيرة وسامة، ودون محوها وطمسها نهائيًا لن نستطيع بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية التي يحلم بها كل أبناء الجنوب.
هيا لنبدأ من اليوم، بل من هذه اللحظة، في أهم مرحلة في تاريخ الثورة الجنوبية (مرحلة بناء الإنسان الجنوبي).