كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الأربعاء - 07 أبريل 2021 - الساعة 09:16 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تحليل/ د. يحيى شائف الشعيبي:

*ما السياسة الاستباقية المدمرة التي عمد الاحتلال اليمني لإنتاجها؟ ومتى؟

*كيف أصبح الانتقالي قوة مؤهلة تمثل الجنوب إقليميًا ودوليًا؟

*ماذا عمل الإخوان عند علمهم ببدء تشكيل اتفاق الرياض؟

*كيف حاول الإخوان دفن القضية الجنوبية؟

*إلى ماذا لجأ الإخوان لتعطيل مهمة الانتقالي الاستراتيجية؟

*تفاصيل ثلاثة استحقاقات مُنجزة أكسبت الانتقالي شرعية دولية

"4 مايو" تحليل/ د. يحيى شائف الشعيبي:
كلما اقترب الحق السيادي للجنوب من الاعتراف الإقليمي والدولي نهض الاحتلال اليمني لإحباطه بآليات جنوبية مبرمجة على سياسة (التمرير بالتدمير)، ولكي ينجح في الترويج لتلك الآليات الجنوبية يتم إخراجها بهندسة متقنة يكون ظاهرها الجنوب وباطنها اليمن بهدف جذب البسطاء من العامة، موظفا التباينات الحقوقية بين الجنوبيين لصالحه، مع الاستغلال الماكر للملفات الضاغطة على بعض الألوان الجنوبية التي أنتجتها تراكمات احتلاله للجنوب.
هذه السياسة الاستباقية المدمرة يعمد الاحتلال اليمني إلى إنتاجها كلما حصل إجماع إقليمي ودولي على حل القضية الجنوبية، هادفا من ذلك إلى الالتفاف على الحق السيادي للجنوب، وسنتناول ذلك النعيق الترويجي لمؤتمرات الإخوان الاستباقية على النحو الآتي:

1- نعيق الترويج لمؤتمر الفدرالية قبل مؤتمر الحوار:
بعد أن تمكن الحراك السلمي الجنوبي بسلميته خلال أربع سنوات من تفكيك البنية السياسية للاحتلال اليمني وتقييد بنيته العسكرية الثقيلة وتعطيل بنيته الاقتصادية، أصبح الحراك الجنوبي أمام استحقاق إقليمي ودولي لإنتاج حامل سياسي كممثل شرعي للقضية الجنوبية، وتعطيلا لهذا الحق الجنوبي لجأ الاحتلال اليمني إلى تفجير ما يسمى بثورة التغيير اليمنية وتصديرها إلى الجنوب بهدف إنتاج حامل سياسي موحد لثورة التغيير اليمنية بغية الالتفاف على الحامل السياسي لثورة الجنوب التحررية.
وعندما فشل تبنى مشروع ما يسمى بمؤتمر القاهرة المدعوم إخوانيا لكي ينتج حاملا سياسيا مبرمجا ليمثل القضية الجنوبية بعد سقوط صالح.
ولضمان نجاح مؤتمر القاهرة وجذب الشارع الجنوبي للالتفاف حوله عمد الاحتلال اليمني إلى العبث بالنسيج الاجتماعي من خلال تفكيك قوى الحراك الجنوبي واستنساخها بهدف سحب البساط من تحتها والالتفاف عليها.
وللتسريع في إنجاح خطته الماكرة أطلق العنان لكثير من الأبواق الجنوبية للترويج لمؤتمر القاهرة والعبث بكل من يتصدى لهذا المخطط التدميري، وعندما تمكنت الثورة السلمية الجنوبية من التصدي لهذا المشروع الإخواني بقواها التي تمتلك الشرعية الميدانية الضاغطة كشف المحتل اليمني عن حقيقته وخاصة بعد سقوط صالح ولم يتحاور الإخوان مع تيار القاهرة على خيار الفدرالية المزمنة التي وعدوهم بها ليدركوا مؤخرا بأن الاحتلال اليمني قد خدعهم بهدف توظيفهم فيما بعد ضمن طبخة قادمة تسمى مؤتمر الحوار اليمني الذي كان الهدف منه دفن القضية الجنوبية.

2- نعيق الترويج لمؤتمر الأقاليم قبل اتفاق الرياض:
بعد أن تمكن الشعب الجنوبي الثائر ومقاومته المسلحة الباسلة من تحرير محافظات الجنوب من قوى الإرهاب الحوثية الإيرانية وتشكيل حامل سياسي، ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، والدخول في شراكة مع القوى الدولية لاجتثاث الإرهاب من محافظات الجنوب المحررة ومنع الاحتلال الحوثي الإيراني من العودة إلى الجنوب، كل ذلك جعل الاحتلال اليمني يشعر مسبقا بأن المجلس الانتقالي هو القوة التي تمتلك كل مقومات النجاح لتمثيل القضية الجنوبية إقليميا ودوليا، وحين علم الاحتلال اليمني بأن هناك اتفاقية تتشكل في الرياض قرر استباقها بتشكيل كيان جنوبي جديد على غرار مؤتمر القاهرة يكون الهدف منه تعطيل مهمة الانتقالي كحامل سياسي في اتفاقية الرياض، فتبنوا ما سمي (بالائتلاف الوطني الجنوبي) لدعم الشرعية، حيث جاء الائتلاف ككيان وحدوي للوقوف ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
ولإنجاح هذا الكيان المتناقض مع ذاته، الذي يتبنى الجنوب جغرافيا والمشروع اليمني سياسيا، سلط الاحتلال اليمني نعيق الأبواق الجنوبية مرة أخرى بهدف الترويج لهذا الكيان المبرمج يمنيا لتقذف بأقذع الألفاظ وأرخصها كل رموز وقيادات المجلس الانتقالي ومناصريه والقوى المتعاطفة معه، وكان للعيسي الذي جرد ذاته من كل القيم نصيب الأسد في قذف وهتك كرامة كل جنوبي يتصدى لمشروعه اليمني بحلته الجنوبية، وعندما فشل في كسب الشارع الجنوبي والقوى الفاعلة على الأرض سلميًا ومقاومةً فشل الهدف الذي قام من أجله ونجحت عملية التفاوض في اتفاقية الرياض بين الانتقالي الجنوبي كقوة موجودة على الأرض وبين الحكومة اليمنية كقوة معترف بها دوليا حتى وإن كانت ضعيفة على أرض الواقع.

3- نعيق الترويج لمؤتمر أثيوبيا قبل الحوار الشامل:
بعد أن تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من بسط هيمنته على الأرض بفعل التفاف الأغلبية الساحقة حوله وامتلاكه لقوات عسكرية وأمنية مسيطرة على الأرض وقيادة سياسية معترف بها دوليا، ولا سيما بعد تشكيل حكومة المناصفة، أصبح القوة المؤهلة لتمثيل القضية الجنوبية إقليميا ودولياً.
وخوفا من نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي لجأ الإخوان وحلفاؤهم إلى اتباع نفس الآلية التي اتبعوها في مؤتمري الفدرالية والأقاليم السابقين، فتبنوا ما يسمى اليوم بالمؤتمر الأثيوبي، بهدف خلق كيان يمني بثوب جنوبي مبرمج إخوانيا ليعطل المهمة الاستراتيجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في تمثيل الحق السيادي للجنوب.
ولإنجاح هذا الكيان المبرمج إخوانيا أطلق الاحتلال اليمني العنان لأبواقه الجنوبية لتحول الصراع السيادي بين المشروع الجنوبي والمشروع اليمني إلى صراع حقوقي بين الجنوبيين وبلغة متوترة ومأزومة ونابية جارحة ومقززة خالية من كل القيم الأخلاقية، كدليل فاضح على الإفلاس السياسي والأخلاقي لتلك القوى التي تمثلها تلك الأبواق المأزومة، وما الميسري إلا واحدا من ضحايا قوى الاحتلال اليمني الذي رضي أن يضع نفسه في الحضيض كي ترضى عنه تلك القوى بينما كان في غنى عن ذلك فيما إذا كان التقط الفرصة الذهبية التي منحت له ليكون في سلم الهرم الجنوبي للمجلس، إلا أنه هان في ذاته، ومن يهن يسهل الهوان عليه، وهناك الكثير من الأبواق المأجورة تنتظر دورها لإحراق ذاتها حين تقبل بإحراق شعبها وقضيتها السيادية.
أما أولئك الأبطال الذين تمسهم تلك السهام الصوتية فلن تزيدهم إلا قوة وثباتا، كما هو الحال مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، الذي وُجِهت له تلك السهام النتنة بهدف المساس منه لترتطم وتتشظى في جدار المكانة المكرّمة التي يحظى بها الرئيس عيدروس داخليا وخارجيا، إذ أصبح يشكل موضع إجماع في الرصانة والكياسة والعفو والرفعة والشجاعة والتواضع بشهادة العدو قبل الصديق، وحاز على ثقة الملايين من شعبه الجنوبي العظيم، ونال رضى واعتراف القوى العربية والإقليمية والدولية كرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تلتف حوله الأغلبية الساحقة ويملك قوات مسلحة وأمنية متواجدة على الأرض وقيادة سياسية معترفا بها إقليميا ودوليا.
وبهذه الاستحقاقات الثلاثية المنجزة شعبيا وعسكريا وسياسيا اكتسب المجلس الانتقالي الجنوبي ثنائيته الشرعية، داخليا وخارجيا، ليصبح الحامل السياسي المؤهل لتمثيل القضية الجنوبية العادلة، وما يعزز من نجاحه أن صدره مفتوح لأي إطار جنوبي هادف إلى تحقيق المشروع السيادي للجنوب.
وهذه الاستحقاقات المنجزة التي اكتسبها المجلس الانتقالي ثمرة لنضال الشعب الجنوبي سلميا ومقاومةً تفتقدها الكيانات الثلاثة المشكّلة من قبل قوى الإخوان اليمنية وحلفاؤها، وبفقدانها لهذه الاستحقاقات المنجزة سيفشل مؤتمر أثيوبيا مثلما فشل مؤتمرا الفدرالية والأقاليم.