كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الجمعة - 12 فبراير 2021 - الساعة 12:37 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / أبوبكر القاسم


-هل بات الجنوب على مرمى حجر من تحقيق هدفه العظيم؟
-كيف يحاول الأعداء النيل من الانتقالي وقضية شعبه؟
-هل صراخ أعداء الانتقالي نابع عن إيمانهم بحجمه وإنجازاته وانتصاراته؟


كَثُرَ الحديث والقيل والقال في التصريح الأخير لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، عن مباركة التطبيع مع إسرائيل، معتبرين ذلك إساءة لقضية فلسطين والتشكيك في موقف الانتقالي منها، وكأن الانتقالي - في نظر هؤلاء- وصي على هذه القضية وحارسها الأمين، متناسين أو متعمدين نسيان أن هناك دولًا لها سيادتها، وأفضل منا حالًا بادرت للتطبيع مع إسرائيل، وأخرى مطبِّعة معها من تحت الطاولة، وسيأتي الدور على ما تبقى من دول للتطبيع وإعلان ذلك علنًا أمام الملأ، وما علينا سوى الانتظار، فمن سبق سبق، ومن سيلحق سيلحق، فلماذا نحمل الانتقالي فوق طاقته من تصريحه العابر؟ مع أنه لم يقم بذلك فعلًا، فهو تصريح ورؤية مستقبلية قد تتحقق وقد لا تتحقق، ثم أليس الانتقالي يبحث عن قضية أخرى هي قضيته الجنوبية وليست قضية فلسطين؟ أم أن الأمر التبس على هؤلاء فصاروا لا يميِّزون بين قضية أزلية الصراع - لم يفلح في استعادتها العرب والمسلمون جميعهم- ليطلب من الانتقالي أن يقوم بذلك؟
يا هؤلاء، الانتقالي له قضيته المعروفة وهي فك الارتباط وعودة دولته مستقلة بكامل حدودها وعلمها وعملتها، وليس البحث عن فلسطين وأقصاها الشريف، مع أننا كشعب نؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وقداستها، لكن أن نحمل الانتقالي فوق طاقته في استعادتها، فهذا هو الجنون بعينه، فمن أرضه محتلة يجب عليه تحريرها لا تركها والذهاب لتحرير أرض أخرى.
أيها الغيورون على فلسطين، أخبرونا ماذا قدمتم لها منذ زمن ومن قبل أن يأتي الانتقالي؟ ويا عشاق تحرير فلسطين، حرروا أوطانكم، ثم اذهبوا إليها ورؤوسكم مرفوعة مزهوِّين بانتصاركم العظيم، لا أن تتركوا وطنكم (الأم) تحت احتلال مليشيا حوثية، فرضت نفسها بقوة السلاح على شعب بكامله ودولة بكل مقوماتها، فلم يتحرر من سيطرتها سوى أبناء الجنوب، أنصار الانتقالي وأهله، أما شرعيتكم بكل مكوناتها فهي عاجزة أن تحرر شبرًا واحدًا من وطنكم- وهو في متناول اليد- ما بالكم بفلسطين.
يا هؤلاء، إسرائيل باقية شئنا أم أبينا، بتصريح الانتقالي أو بدونه، فدعونا من استثارة العواطف بالقومية المنتهية صلاحيتها، وكفوا عن استغلال الفُرص وتصيُّد المواقف؛ طمعًا في النيل من الانتقالي وقضية شعبه، ثم أليس الانتقالي -في نظركم- ليس بدولة ولا يمثل إلا نفسه؟
إذن لماذا تصرخون من تصريحاته؟ ولماذا تتابعون تحركاته أصلًا؟ فالتطبيع يجب أن تقوم به دولة معترف بها، والانتقالي ليس بدولة- كما ترونه- فلا تزعجوا أنفسكم بتصريحاته، ودعوه يقول ما يشاء، ولنريحكم: نعم الانتقالي صرَّح أنه لا يمانع من التطبيع مع إسرائيل مستقبلًا؛ لو كانت لديه دولة مستقلة وذات سيادة، إذن، هذا التطبيع مشروط بوجود دولة مستقلة كاملة السيادة، كما أنه كلام فيما سيكون، بمعنى أنه لم يحدث الآن، ولم يحن الوقت للحديث عنه، ثم ما الضير في التطبيع مع إسرائيل وهناك من الدول من طبَّع معها؟ ثم أليس النبي صلى الله عليه وسلم تحالف مع اليهود ووقّع معهم المعاهدات لغرض ديني وسياسي؟ فلو كان هذا الفعل محرَّمًا لما قام به سيد البشر، وهو صاحب وحي منزل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولمن يتساءلون ساخرين: لماذا يوافق الانتقالي التطبيع مع إسرائيل ولم يقبل التصالح مع الشمال؟ سأجيبكم: يطبِّع مع إسرائيل - هذا إن حصل- لأنهم لم يغتصبوا أرضه ولم ينهبوا موارده، ولم يقتلوا أبناءه، ولم يعلنوا الحرب عليه مرات عدة- كما فعلتم- يطبِّع معهم وليس معكم لأنكم ارتكبتم في الجنوب أبشع المجازر، وتعاملتم معه، وما تزالون، على أنه الوطن المحتل، وأنتم أسياده، فإذن لا فرق بينكم وبين إسرائيل، فكلكم يرتدي الثوب نفسه، مع اختلاف ضرر إسرائيل علينا كجنوبيين، ثم أليس الشعب الفلسطيني يتعايش معهم وجزء كبير منهم معترف بإسرائيل؟ فدعوا هذا الصراخ المستهلك، فالانتقالي لا شيء بالنسبة لكم، أم أنكم تصرخون لأنكم مدركون في قرارة أنفسكم بحجمه ومؤمنون بإنجازاته وانتصاراته التي يحققها في علاقاته المختلفة، وأنه بات على مرمى حجر من تحقيق مطلبه وهدفه العظيم؟
سؤالٌ أترك لكم الإجابة عنه يا هؤلاء.