"4 مايو" تقرير/ أشرف عبدالله:
كشف نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، عن تهريب أنقرة السلاح إلى حزب التجمع للإصلاح، مشيرًا إلى وجود ضباط أتراك داخل اليمن تحت غطاء إنساني.
جاء ذلك في حوار أجرته "العين الإخبارية" مع منصور صالح، تطرق فيه إلى جملة من أدوار تركيا التخريبية باليمن، والتي تقف، إلى جانب انتهاكات الحوثيين، حجر عثرة في طريق السلام باليمن.
وفي التفاصيل، قال صالح إن "طائرات بدون طيار متطورة دخلت مؤخرا على خط الحرب باليمن، لتنفيذ مهامًا قتالية للعمليات العسكرية لمليشيا الإخوان بأبين".
وأوضح أن هذه الطائرات هي "جزء من دعم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتنظيم الإخوان المسلمين باليمن".
مُسيرات بمهام مختلفة
وظهرت تلك المُسيرات- وفق القيادي نفسه - للعلن في سبتمبر/أيلول الماضي "عندما أدخلت الميليشيا الإرهابية أنواعا من هذه الطائرات للقيام بمهمات رصد واستطلاع حربي على مواقع القوات الجنوبية في أبين".
دورٌ تركي مشبوه، لم يكن ليتجلى في هذا الجزء من الجغرافيا اليمنية، لولا تتبع القوات الجنوبية لسير العمليات العسكرية، ليكشف وجود طائرات تركية بدون طيار تقوم بتنفيذ مهام قتالية ازدادت حركتها مؤخرا.
وتأتي تصريحات المسؤول بالمجلس الانتقالي بعد أيام من استخدام ميليشيا الإخوان طائرة بدون طيار، تركية الصنع، في شن غارات جوية لاغتيال قيادات بارزة في القوات الجنوبية.
اعتداءٌ إخواني بصناعة تركية، شكّلت سابقة هي الأولى منذ دخول الطيران التركي لإسناد ميليشيا الإصلاح لوجيستيا والقيام بالتجسس في مناطق خارج سيطرة الحزب.
وراح ضحية ذلك الاعتداء، رئيس عمليات ألوية الدعم والإسناد بأبين، العقيد عوض السعدي، والقيادي عبدالمجيد بن شجاع، و3 جنود آخرين، أثناء العمل على ترتيب تموضع القوات الجنوبية ببلدة "الطرية"، ضمن جهود يرعاها التحالف العربي لتثبيت التهدئة وتنفيذ اتفاق الرياض.
ضباط أتراك وتمويل قطري
استغل الإخوان سيطرتهم على الحكومة الشرعية ووزارة الدفاع اليمنية باتخاذ هذه المؤسسات كغطاء لاستحداث معسكرات مغلقة بتمويل سخي من قطر، وإدخال ضباط أتراك لتدريب ميليشياتهم على الأسلحة البرية والجوية، محاكاة لمهام الحرس الثوري الإيراني في تدريب الانقلابيين الحوثيين.
وهو ما تطرق له صالح، مشيرا إلى أن ميليشيا الإخوان أنشأت معسكرات خاصة بدعم قطري وتدريب تركي، وتعتمد بشكل كبير على السلاح المهرب القادم من أنقرة عبر أحد منافذ بحر العرب والخاضع لسيطرتها.
ووفق صالح، فإن التدخل التركي بدأ يظهر بوضوح بعد وصول ضباط أتراك إلى محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط، موضحا أنهم يتولون مهمة تدريب عناصر الإخوان على "استخدام الطيران المسير والصواريخ الحرارية".
يافطة العمل الإنساني
وتحت يافطة العمل الإنساني، سلك الإخوان وخبراء عسكريون أتراك، طرق اليمن للتنقل والتسلل والتهريب عبر المنافذ إلى معسكراتهم المنتشرة في محافظات متفرقة.
وفي الجزئية الأخيرة يشير صالح إلى أن وصول الضباط الأتراك لليمن يتم بأشكال مختلفة، بينها حصولهم على تصريح حكومي تحت غطاء العمل الإنساني.
أما السلاح التركي الذي يتضمن قطعًا مجزأة للمُسيرات، فيصل- وفق المسؤول نفسه - "من خلال التهريب خاصة بعد قيام التنظيم الإرهابي بإنشاء منفذ بحري خاصا لذلك ويسمى ميناء قنا عقب فشلهم بالسيطرة على ميناء بلحاف النفطي".
وحول التحركات القطرية التركية بالتنسيق مع ميليشيا الإخوان لاقتحام العاصمة عدن، قال صالح، إنها موجودة منذ تحرير التحالف العربي المدينة عام 2015 "لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل".
أشواك في طريق اتفاق الرياض
تنسيق تركي قطري اشتدت وتيرته بشكل غير مسبوق عقب تنفيذ اتفاق الرياض، وبأشكال مختلفة تتخذ من الجانب العسكري والسياسي والإعلامي بوابة للتخريب.
حيثياتٌ أتى عليها صالح، لافتا إلى أن الدعم القطري التركي للسيطرة على عدن والمناطق الحيوية عبر الإخوان "يتجسد بأشكال عدة عسكريا وسياسيا وإعلامياً".
دعمٌ يتواصل وبكثافة من خلال "إنشاء واحتضان العديد من القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية التي تكرس كل خطابها لدعم مشروع الإخوان التدميري"، حسب المسؤول نفسه.
ومع اقتراب إعلان الحكومة اليمنية الجديدة، كثفت ميليشيا الإخوان من تحركاتها لوأد آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
وهنا، أكد صالح أن اتفاق الرياض "قطع شوطا مهما ولم يتبقَ سوى إعلان الحكومة ثم المضي بتنفيذ باقي مصفوفة الآلية، إلا أن عمليات المماطلة ومحاولات التعطيل من قبل الجناح الإخواني المتطرف في الشرعية هو من يعيق ذلك".
ويختلق الإخوان العراقيل أمام اتفاق الرياض من خلال وضع أسماء غير مقبولة والتصعيد العسكري المتواصل لاستفزاز القوات الجنوبية في جبهات أبين المشمولة بتهدئة مدعومة من التحالف. عراقيل يضيف عليها نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي، أساليب إخوانية أخرى "للالتفاف على تعهدات الاتفاق".
