رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 26 نوفمبر 2020 - الساعة 10:14 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تقرير/ هاشم بحر:


نعود بالذاكرة للوراء ونستذكر في صفحات تاريخ جنوبنا العظيم أهم وأبرز المعالم التي كانت سائدة وذات ريادة وطابع ذو قيمة عظمى أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فشكلت حينذاك أهم المداميك والركائز للجنوب العربي في ذلك الوقت، وبالتحديد في بداية تسعينيات القرن المنصرم، ولكن مع مرور الوقت وتغير الطابع الديموغرافي للخارطة الجنوبية وتعاقب المتغيرات والأحداث فقد اختفت تلك المعالم ولكن بقت أحداثها وذكراها عالقة في أذهان الجنوبيين الذين عايشوها ومن سبقوهم وعرفوا عنها، وبقت تلك الذكرى ناصعة على صفحات تاريخ الجنوب، ومن تلك المعالم العسكرية نعود بالأذهان للوراء ونتعرف عن جيش الاتحاد والحرس الاتحادي للجنوب العربي وبالتحديد بين عام 1925- 1963م.

*جيش الاتحاد.. النشأة ومشوار الألف ميل
في عام 1925م تم إنشاء أول قوة نظامية مسلحة من المشاة، وكان ذلك في الحرب العالمية الأولى، وكان قوامها من عدد من أبناء المحميات، كما عرفت حينذاك، وتلك القوة كانت قد سرحت في نفس العام، وفي عام 1928م تم تشكيل أول فرقة قوامها 8 بغال و11 جملًا لحمل العتاد والمؤن و27 جملا للركوب، ومن هنا انطلقت النواة الأولى لبداية تكوين الجيش، ومن ثم في عام 1929م، كان بمقدور هذا الجيش أن يقوم بمناورات مشتركة مع سلاح الطيران الملكي آنذاك، ومن الناحية الأخرى فقد كان الهدوء والسكون يخيمان على الجنوب العربي في الأعوام التي سبقت قيام الحرب العالمية الثانية، ولكن مع قيام الحرب ذاتها ساعد في تجسيد فكرة إنشاء جيش قوي منظم، فدخلت حينها إلى الجيش أسلحة ومعدات حديثة ومتطورة عام 1940م، وشوهد حينها انخراط سرايا كثيرة للجيش واستخدام السيارات الناقلة للأسلحة الأوتوماتيكية وتأسس في الجيش فرق المدافع المضادة للطائرات وعددها كان 8 تمركزت بعدة نواحي وأنحاء وفرقة المدافع المضادة للطائرات وأصبحت قادرة على صد أي هجوم من أي نوع يشنه المحور، وبالتالي كانت هناك أيضا قوى ميكانيكية مزودة بالأسلحة وتمكن الجيش بعدها من صد الكثير من الغارات الجوية بل وتمكن من إسقاط طائرة مُغيرة من طائرات المحور إبان تلك الحرب.

المسؤولون في الجيش أيقنوا بأن هذا الجيش لا بد وأن يكون هو بمثابة جيش الجنوب العربي كله على الرغم من التقسيم السياسي الذي كان قائما حينذاك إلا أن المجندين كانوا ينخرطون من كل أنحاء الجنوب العربي.

وللتذكير فإن الوحدة العسكرية في الجنوب العربي سبقت الوحدة الدستورية والسياسية بمراحل عديدة، وتوالت بعدها التطورات في الجيش، ففي عام 1942م دخلت أجهزة اللاسلكي وكتائب البندقية وزاد عدد الضباط العرب على عدد الضباط الإنكليز وأصبح عددهم 23 ضابطا عربيا وجميعهم يعملون مع 15 ضابطا إنكليزيا ولم يكن الاتحاد قد تأسس بعد، إلا أن الجيش كان يمضي قدمًا على أساس أنه ليس جيشًا لقطاع واحد ولكنه جيش يسير في مضمار فكرة مسبقة هي توحيد أجزاء الجنوب العربي باعتبار هذا الجيش قوة دفاعية للجنوب كله.

*مرحلة حاسمة والجيش يتسلم العلَم من بريطانيا
وفي أواخر عام 1961م، تسلم الاتحاد علَم الجيش من بريطانيا وكان تسليم هذا العلَم يرمز إلى حقيقة مهمة ومرحلة حاسمة من مراحل تطور الجيش وهي أن الجيش أصبح رسميًا "جيش الجنوب العربي" ويدين بالولاء ليس للتاج البريطاني بل لدولة الاتحاد وأصبح الجيش ذا قيمة ودلالة عظيمة وبدأ يتحول كيانه وبدأت خطة كبيرة تتضح معالمها لتعريب هذا الجيش وذلك بزيادة عدد الضباط والمسؤولين العرب فيه وإجلاء الضباط الإنكليز من المسؤوليات الحساسة وتحويلهم إلى مسؤولين عسكريين عرب وتحويل الأسماء والألقاب العسكرية الإنكليزية إلى ألقاب وأسماء عربية وتسليحه بأحدث الأسلحة.

*الاتحاد يعلن موعد استقلاله
وفي عام 1968م كان موعد استقلال الاتحاد والجيش قد أصبح القبضة الفولاذية القادرة على حماية الاتحاد وحماية الحدود وضرورة وإلحاح شديدين لإنشاء هذا الجيش وخاصة لظروف البلاد في ذلك الوقت.

*حرس الاتحاد.. قوة بوليسية تحفظ الوطن
وحرس الاتحاد هو سياج الحماية الخارجي، فتعريف الحرس هو سياج الحماية الداخلي وكل منهما يكمل الآخر، فالحرس الاتحادي هو القوة البوليسية التي تحفظ جسم الوطن وتحفظه من الداخل، فهو الأمن الداخلي للبلاد وبدون ذلك الأمن لا يمكن أن يكون هناك تطور وتقدم إلا بتوفر السلام لأنه إذا توفر السلام سيجري التطور ولا يمكن أن يحدث تطور على الأرض التي لا يسودها مناخ للسلام كما أن الأمن الداخلي ليس هو تداركا للحوادث والكوارث بعد وقوعها ولكن تداركها قبل أن تقع.

ومن هنا نشأ الحرس الاتحادي الذي تضاهي مهمته في الداخل مهمة الجيش في الخارج وأثبت الحرس الاتحادي كفاءة ومقدرة فائقتين ضد الفوضى والتخريب وتثبيت واستقرار أمن الجنوب العربي في كل المناطق فقد خاض غمار معارك حاسمة كان فيها بمثابة قوة الأمن المدعمة للاتحاد التي ترسي قواعد الاستقرار.

وكل تلك الحقائق عن الجنوب لمن لم يدركها فليعرف أن الجنوب كان ولا زال القوة الضاربة على الأرض التي تسحق كل من يحاول المساس بأراضيه وأمنه واستقرار وعرضه.

*المراجع/ كتاب (شعب الجنوب الاتحادي)، صادر عن وزارة الإرشاد.