كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الخميس - 26 نوفمبر 2020 - الساعة 10:11 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تحليل/ أبوبكر القاسم:


لا يخفى الحال على الكثير منا لما يجري في الساحة اليمنية منذ انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة الشرعية وسيطرتها على صنعاء ومناطق الشمال وإعلانها الحرب على الجنوب في 2015، وخروجها منه منكسرة خائبة بعد مقاومة شرسة من أبناء الجنوب ومساندة التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وحليفتها دولة الإمارات والدول الأخرى المشاركة في التحالف العربي، فكان هذا التحالف درعًا حصينًا سقطت أمامه طموحات هذه المليشيا؛ لما لعبه من دور محوري في قلب موازين الحرب؛ لينتصر الجنوب على هذه المليشيا وتعود أدراجها وهي تجر أذيال الخيبة والهوان، فبدعم التحالف السخي في كل المجالات العسكرية والإنسانية، استطاع أبطال المقاومة الجنوبية تحرير محافظاتهم بمساندة أشقائنا في التحالف جوًا وبرًا وبحرًا، مما جعل المليشيات الحوثية تنكمش على ذاتها وتعود أدراجها مقتنعة بما استطاعت الاستيلاء عليه من أماكن فرضت سيطرتها عليها، ولم تكن هذه السيطرة ذاتية (أي بجهد المليشيا فحسب)، بل كانت هناك أيادٍ خارجية تعبث في الداخل اليمني، مسخِّرة كل إمكانياتها للقضاء على الدولة وشكلها، عدوانًا لليمنيين ونكاية بالتحالف العربي وأشقائنا الكرام ومحاولة زرع أيدٍ لها في المنطقة؛ لتعبث بها كيف شاءت ومتى شاءت، هذه الدول معروفة للجميع، دول شكلت تحالفًا آخر، إنه تحالف الشر الذي تقوده إيران وتركيا وحليفتها قطر، ثلاث دول تسعى جاهدة لفرض نفوذها على بلدان مجاورة، وتحاول أن تجعل من نفسها أخطبوطًا يحرك أذرعه هنا وهناك؛ ليكون كل شيء تحت سيطرتها، كما أنها تتلوَّن مواقفها تبعًا للمتغيرات، مثلها مثل الحرباء أو الأخطبوط الذي يستطيع تغيير لون جسده حسب الوسط الذي يعيش فيه؛ إيهامًا لفرائسه للقضاء عليها، هذه الدول نذرت على نفسها ألا تدع بلدًا عربيًا يشعر بالأمن والاستقرار؛ كي لا يكون منافسًا لها، فعملت على إيهامهم بما يسمى بالربيع العربي وما قبله من أحداث وما تلته من أحداث أيضًا لتجعل كل بلد عربي مكلومًا إلى اليوم، يصارع النتائج الكارثية لهذا الوهم، وبلادنا اليمن واحدة من هذه البلدان التي تخطفتها أيادي هذا الأخطبوط - تحالف الشر (إيران، وتركيا، وقطر) فجزّأت اليمن إلى كيانات شتى، فلِحت في استقطاب كيانين كل منهما يظهر العداء للآخر وهما في الحقيقة على اتفاق دائم، عداء فوق الطاولة وعناق أيادٍ من تحتها، كيان استفردت به إيران ولها اليد الطولى عليه (أنصار الله) المليشيا الحوثية، وكيان اشتركت في رعايته والاهتمام به تركيا وقطر (الإصلاح) أو الإخوان المسلمين الممتد، فسخرت هذه الدول كل إمكاناتها المادية والمعنوية في التمكين لهذين الكيانين المدمرين، فرأينا الأسلحة المهربة والطائرات المسيَّرة وأدوات القتل الأخرى التي ترسلها للقضاء على الشعب اليمني، ورأينا الأموال التي تُنفق هنا وهناك لشراء الذمم وزعزعة الأمن والاستقرار، يرافقها إعلام ساقط بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بارع في تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام، فوجد التحالف العربي نفسه بين عدوين، داخلي يمثله (أنصار إبليس والإخوان الشياطين) وخارجي يمثله تحالف الشر (إيران، تركيا، قطر) لكنّ هِمة التحالف كانت أكبر، فحاول احتواء أحد الكيانين (الإصلاح) وعدم شيطنته، عله يرجع إلى الصواب، لكن دون فائدة، فبذل له المستحيل من الدعم ليحرر الشمال ولكنه فشل في ذلك، فكان هذا الكيان يستنزف التحالف ويستغله أسوأ أنواع الاستغلال، فكل ما يحصل عليه أو يتسلَّمه من دعم من التحالف العربي يسلمه للحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر بمسرحيات هزلية، يدّعي فيها استيلاء المليشيا على معسكراته المختلفة كما حدث في الجوف وغيرها، فصار ما يتسلَّمه من التحالف العربي بيد يسلمه للحوثيين باليد الأخرى، سنوات وهذا الجيش الشرعي تعبث به هذه الأيادي وتحركه عكس التيار، وعكس رغبة التحالف العربي، بل وعكس رغبة الشرعية نفسها بقيادة الرئيس هادي، والخلل كله يكمن أن هذه الأيادي الخفية تُظهر الولاء لشرعية هادي وتوجُّه التحالف العربي، وتُبطن الولاء للمليشيا الحوثية وتحالف الشر لإيران وأخواتها، فرأينا هذا الكيان كيف يعيش أصحابه في نعيم، أرصدة بنكية، واستثمارات خارجية، وفوق كل ذلك نسمعهم يتشدقون بالوطنية وشرعية الدولة ومحاربة أعدائها ممن يرمونهم بتهم الانفصال والعمالة من أبناء الجنوب، مع أن أبناء الجنوب أشرف منهم وأطهر، فولاؤهم للوطن معروف والوطنية بالأفعال لا الأقوال. الجنوبيون حرروا أرضهم بأيديهم ومساندة التحالف العربي الذي جعلوا منه مُعينًا لهم في التحرير والانتصار لا سبيلًا للكسب والارتزاق كما يفعل هؤلاء، أبناء الجنوب يقاتلون في الجبهات دفاعًا عن الوطن وهيبة الدولة، يسقطون شهداء هنا وهناك، يقاتلون في أطراف الضالع، ومشارف تعز والحديدة، بمعية شرفاء الشمال، وهؤلاء يقاتلون في تويتر وفيس بوك وخلف فنادق أنقرة والدوحة، وشتان بين الاثنين، فلا وجه للمقارنة بينهما، كما لا وجه للمقارنة بين تحالف الخير بقيادة السعودية وتحالف الشر بقيادة إيران، هذا الكيان الشيطاني هو نفسه اليوم من يفتعل الحرب في الجنوب وتحديدًا في أبين محاولًا إسقاطها بيده ليسلمها بعد ذلك للمليشيا الحوثية من جديد، حليفه الخفي، فهما على اتفاق وود، فخلوّ الجنوب من هذه المليشيا ونفوذها، وسيطرة أبنائه على إدارته أزعج هؤلاء؛ حسدًا من عند أنفسهم ونكاية بالجنوب وأهله وجهد التحالف الذي أثمر في تحرير الجنوب وعودته إلى أحضان أبنائه الأبطال.

سيناريو مدروس من إخوان الشياطين في الشرعية لتعطيل كل اتفاق وخصوصًا (اتفاق الرياض) الذي كان بمثابة طوق نجاة للجميع؛ لإيقاف هذه الحرب العبثية بين أبناء الجنوب وممثلهم المجلس الانتقالي الجنوبي وبين عصبة الشر في شرعية الرئيس هادي، فوافق الجنوبيون على الاتفاق رغم أنه لا يلبي كل طموحاتهم؛ استجابة لأشقائنا في التحالف العربي وحقنًا للدماء وصنع السلام، إلا أن الطرف الآخر في الاتفاق والذي بات مكشوفًا للتحالف العربي، يحاول مرارًا التنصل من الاتفاق - كما هو حال أصدقائهم الحوثيين - فيدفع الشرعية إلى خوض الحرب في الجنوب لا لشيء، سوى إدراكهم أنهم خارج اللعبة بعد تشكيل الحكومة؛ لأنهم لم يقدموا شيئًا خلال فترة تولِّيهم مناصبهم غير الفساد، فهم مهاجرون خارج الوطن ولا نسمع عنهم إلا عبر وسائل الإعلام، هذه الحرب هي ردة فعل طبيعية منهم بعد فقدهم مصالحهم، فحالهم كحال من مُنع من اللَّعب في كرة القدم في المثل الشعبي: (لعبوني أو عطلت اللعب).

هذا الكيان الذي ينخر في جسد الشرعية ويتحرك تحت مظلتها يجب إيقافه عند حده وعلى الرئيس هادي أن يقول كلمته فيه، فهو عبء عليه ويحمِّلُه ما لا يحمد عقباه، والتخلي عنه أمر في غاية الأهمية؛ لمصلحة البلاد والعباد، فهو جزء من تحالف الشر وتجار الحروب، ولا يمكن أن تستقر بلادنا إلا بإزاحته من المشهد السياسي مثله مثل المليشيا الحوثية، التي تحاول فرض نفسها بقوة على اليمنيين كجماعة لها الحق في السيادة والاستئثار بالحكم.

هذان الكيانان هما سبب الدمار والخراب في اليمن، أحدهما يحلم بالخلافة وآخر يحلم بالإمامة، خلاف ظاهر واتفاق خفي، كيف لا ومصدر التمويل واحد، والذي أثمر بسقوط صنعاء بيد إيران، فهل سيسقط الجنوب بيد تركيا وقطر؟ سؤال يبحث عن إجابة، والإجابة واضحة، لن يحدث ذلك مهما عمل هؤلاء، فالجنوب حر لا يرضى الوصاية وسيبقى حرًا أبدًا، فأبناؤه حصنه الحصين، خلفهم تحالف عربي أمين بقيادة الشقيقة الكبرى، وليعلم الجميع أن أبناء الجنوب لن يخذلوا التحالف ولن يحيدوا عن أهدافه المرسومة؛ لأنهم - باختصار- يحترمون أنفسهم ويقدسون تراب أرضهم، وأوفياء لمن وقف معهم وكان معينًا لهم في الخلاص من عدوهم (المليشيات الحوثية)، وليدرك المغفلون أن النصر للجنوبيين وشرفاء الوطن وحليفهم تحالف الخير (التحالف العربي) وأن الهزيمة مصير المليشيا الحوثية والإخوان الشياطين وحليفهما تحالف الشر (إيران، تركيا، قطر) وإن غدًا لناظره قريب. وختام القول قول الشاعر طرفة بن العبد: (ستُبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلًا.. ويأتيك بالأخبارِ من لم تزوَّدِ).