كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

السبت - 21 نوفمبر 2020 - الساعة 09:10 م بتوقيت عدن ،،،

تقرير / منير النقيب


اثارت المستجدات العسكرية الأخيرة في محافظة مأرب خصوصا سيطرة مليشيات الحوثي على معسكر ماس الاستراتيجي بالكامل بعد انسحاب جيش الشرعية من المواقع وتسليم الأرض والعتاد العسكري ، موجه من التناولات لدى السياسيون والمراقبون عن فداحة هذه التوجهات الاخوانية والحوثية التي تتجلى من خلال التحالف الجديد القائم ضد قيادة التحالف العربي رغم الدعم المهول الذي قدمة الأخير من اجل القضاء على مشروع المد الإيراني باليمن وحفظ امن المنطقة والجزيرة العربية من مخاطر الاطماع الإيرانية.

سقوط مأرب وحشد الى الجنوب

وما يثير الدهشة والاستغراب هو ان جيش الشرعية يعمل على حشد قواته الإرهابية صوب الجنوب فيما معسكراته يسيطر عليها الحوثي في مناطق الشمال.

يواصل تنظيم الإخوان اليمني تحشيد تنظيمات الارهاب وقوات الجيش من مأرب إلى شقرة بالتزامن مع تقدم يومي للحوثيين في جبهات مأرب ومعارك “كر وفر” في الجوف، يقول أبناء مأرب إن الشرعية والإخوان يطعنونهم في ظهورهم ويفرغون الجبهات لصالح حربهم الخاصة ضد الجنوب.

واشرنا في تناولات صحفية كثيرة سابقا بأن جيش الشرعية اليمنية يعتبر النصف الاخر لمليشيات الاخوان وان عمليات الانسحاب وتسليم المواقع شمالا خير شاهد على مدى التنسيق والتحالف القائم بين جيش الشرعية ومليشيات الحوثي الذي يعتبر اكبر ضربة تم توجيهها الى دول التحالف التي اغدت بالدعم المادي والعسكري لجيش الشرعية من اجل محاربة الحوثي .

وسقوط معسكر ماس بيد الحوثي أمر ليس بالغريب على الإطلاق، فالشرعية المخترقة إخوانيًّا دأبت طوال الفترة الماضية على تسليم الجبهات للمليشيات الحوثية.

سلسلة من الخسائر

والمتابع لمستجدات معارك جيش حكومة الشرعية مع الحوثي نشاهد سلسلة من الخسائر لقوات جيش الشرعية خلال العام الجاري 2020م، مديريات كاملة ومواقع استراتيجية في محافظة مأرب، شرقي البلاد، سقطت فجأة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .

وفي خضم التآكل السريع لخارطة سيطرة القوات المحسوبة على حكومة الرئيس المؤقت (هادي)، تصاعدت وتيرة الاتهامات لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، بتسليم تلك المناطق للحوثيين بإيعاز من قطر.

واستولى الحوثيون، في الأشهر الماضية، على مساحات شاسعة من مأرب، فيما يواصلون القتال بهدف تحقيق تقدم عسكري ميداني والسيطرة على بقية المناطق في المحافظة النفطية.

ولوحظ في خضم معارك مأرب، عمليات استلام وتسليم، إذ أن التفوق العسكري لم يكن العامل الرئيس في المكاسب الأخيرة لذراع إيران بمأرب، وإنما الانسحابات المخططة من جانب قوات الإخوان مع ترك ترسانة أسلحة خلفهم لتقع في أيدي الحوثيين.

اعترافات بالتسليم

مجندون في صفوف قوات الشرعية قالوا : "ما حدث من انسحابات في جبهات صرواح والمخدرة كان فجأة ودون سابق انذار.. تلقينا أوامر بالانسحاب وتركنا عتادنا العسكري".

وخسرت "الشرعية" مديريات هامة في محافظة مأرب، من بينها مديريتا "رحبة وماهلية" وأجزاء من مديرية مدغل، ولاحقا سقطت جبهتا "مدغل و"صرواح" كليا، وصولا الى مجزر ومنطقة السحيل.

مبررات الاصلاح

وبرر حزب الإصلاح الذي يسيطر على قرار قوات الجيش المحسوبة على الشرعية سقوط تلك المناطق في أيدي الحوثيين، بادعاء "خيانات قبلية"، وهى اتهامات يطلقها الإخوان بشكل متكرر في العديد من الجبهات.

إقدام جناح الاخوان القابض على زمام الشرعية على هذه التوجهات الخبيثة فأنه لم يقتصر على كونه يُشكّل إفساحًا للمجال أمام التمدّد الحوثي في المنطقة بشكل كبير، لكنّ الأمر يتضمّن كذلك إتساع دائرة تهديد المملكة العربية السعودية عبر هجمات تشنها المليشيات الحوثية.

وامام هذه الاحداث تتوار الشرعية اليمنية وراء عباءة الحرب على الحوثيين، من أجل أن تحصل على كل هذا الدعم اللا محدود من التحالف العربي، إلا أنّها لم تحفظ هذا الجَميل وذهبت إلى ممارسة دور شيطاني، طعنت من خلاله التحالف عبر علاقاتها المشبوهة مع الحوثيين.

خسائر للتحالف العربي

وذهاب جيش الشرعية الى تسليم الجبهات المواقع المهمة والاستراتيجية للحوثيين كبّد التحالف العربي خسائر كبيرة أولها في تأخر الحسم العسكري على المليشيات الموالية لإيران، التي منحت فرصةً - بسبب خيانات الشرعية - للتمدّد على الأرض واستحداث تمركزات لعناصر توسّع دائرة نفوذها على الأرض.

هذه التحركات لا تقتصر على كونها خيانةً للتحالف العربي وحسب، لكنّها تبرهن على أنّ الشرعية تضم تجار حروب، لا يشغلهم استعادة مناطقهم من قبضة الحوثيين، لكن الأهم بالنسبة لهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية والسياسية، أي كسب الأموال والنفوذ.

ما يبرهن على ذلك هو أنّ استثمارات قيادات الشرعية، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تظل آمنة بشكل كامل، وتدر عليه الكثير من المكاسب، بتنسيق كامل مع المليشيات الموالية لإيران.

حزب الاخوان يهدد المنطقة

متابعين سياسيين اكدوا على أن مواقف وتحركات حزب الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان المسلمين)، لا تشكل تهديد على الجنوب والتحالف فقط، وإنما تتجاوز ذلك لتهديد أمن واستقرار المنطقة العربية، وجددوا دعواتهم لتجريم هذا الحزب وحظر نشاطه، مشيرين الى عدة أسباب لدى السعودية ودول التحالف من شأنها تجريم حزب الإصلاح.

وذلك بعد تماديه في الحشد جنوبا وترك الحوثي يسيطر في الشمال، وكذلك تبنيه لأجندات تركيا وقطر، ناهيك عن المؤامرات ضد السعودية والتحالف العربي ومساعيه لإفشال اتفاق الرياض.

التاريخ القريب حافل

وتعليقاً على مستجدات مأرب وخيانات جيش الشرعية اكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اوروبا احمد عمر بن فريد بان سقوط معسكر ماس التابع للشرعية في مأرب بيد الحوثيين ليس اول انتكاسة لجيش شرعية في تاريخ حروبه مع الحوثيين.

وقال بن فريد في تغريدة على تويتر: طبيعي أن يحدث مثل هذا الإختراق في معسكر ماس نظر لأنه ليس أول إختراق ولا أول فضيحة عسكرية للجيش اليمني فالتاريخ القريب حافل.
وأضاف " لأنهم لا يخوضون أصلا معركة مع الحوثي وإنما معركتهم مع الجنوب العربي وأهله".

وتابع : لأن حكومتهم غارقة في الفساد ومثال للتخبط ولا توجد لديهم عقيدة قتال.

وتساءل بن فريد " ماذا لو أعلنت المملكة أنها ستنهي الحرب ولديها المقدرة على حماية أمنها القومي وعلى الشرعية أن تتدبر أمرها وتغادر الى مأرب للدفاع عن وجودها وأرضها وشرعيتها ؟!

وأشار الى ان الشرعية أضعف الف مرة من مواجهة خيار كهذا لأنه سيعني نهايتها الى الأبد.

رسالة ابتزاز للسعودية

بدورة علق الكاتب والمحلل السياسي أنور التميمي على تغطية قناة الجزيرة لأخبار سقوط معسكر ماس في مأرب.

وقال في تغريدة عبر منصة تويتر :" أن تنقل الجزيرة خبر سقوط معسكر ماس الإخواني في مأرب، فهذا يعني: إن السقوط (أن تم فعلًا) هو رسالة ابتزاز للسعودية التي تطالب الشرعية تنفيذ اتفاق الرياض".

وأضاف: "أو أن المعسكر لم يسقط أصلًا، وسنسمع خبر آخر غدًا، من ذات القناة عن بطولات لجيش الشرعية أسفرت عن استعادة المعسكر، يعني فبركة بطولات".


وكانت مصادر عسكرية قد اكدت مساء امس الجمعة، سقوط معسكر ماس الاستراتيجي، غرب محافظة مأرب بالكامل في يد مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن.

ويعد "ماس"، واحداً من أكبر معسكرات الشرعية، كما أنه آخر مساحة تقع تحت سيطرة قوات المنطقة العسكرية السابعة، قبل سقوطه في أيدي الحوثيين.

وبسيطرة المليشيا الحوثية، على معسكر ماس وجبهة نجد العتق، ينتهي وجود قوات الحكومة الشرعية في جغرافيا صنعاء.

وقالت مصادر" إن المليشيا الحوثية هاجمت المعسكر من جميع الاتجاهات بعد أن فرضت طوقا دائريا عليه".

وأشارت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين خلال المعارك.

وقدرت المصادر، مقتل أكثر من 30 من العسكريين بينهم قيادات وإصابة العشرات خلال معارك الأربعاء والخميس واليوم الجمعة.

في حين قال مصدر عسكري في وزارة الدفاع، إن القوات المتواجدة في المعسكر انسحبت منه مساء الجمعة إلى وادي مويس، مشيرا إلى أن الوزارة كانت قد أخلت كل الآليات العسكرية من المعسكر.

وكانت مصادر عسكرية قالت إن القوات السعودية سحبت 18 عربة عسكرية مختلفة الأنواع ومدفعين من مواقع في ماس ووادي الجميدار إلى معسكر التدوين التابع للتحالف بمحافظة مأرب.