رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 12 نوفمبر 2020 - الساعة 01:20 م بتوقيت عدن ،،،

4مايو/ بوابة العين

اصطف العشرات من ضحايا الإرهاب الحوثي، معظمهم أطفال، على عكازات وكراسي متحركة أمام بعثة أممية زارت للمرة الأولى مرة بلدات، غربي اليمن.

ووقف أطفال معاقون، فقدوا أطرافهم بفعل نيران مليشيا الحوثي في احتجاج صامت، تعبيرا عن رفضهم لاستمرار المجازر اليومية التي ترتكب في مدينة حيس، جنوبي محافظة الحديدة، في ظل سريان هدنة هشة ترعاها الأمم المتحدة منذ 18 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وأجرت نائب بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، دانييلا كروسلاك، الأربعاء، أول زيارة ميدانية لمدينة حيس، أحد مدن الريف الجنوبي للحديدة، وذلك للوقوف على الوضع الإنساني والاطلاع على حجم العنف وآثار التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي بالمحافظة المشمولة بسلام هش وفقا لاتفاق ستوكهولم.

وفي مقدمة طابور الاحتجاج، على مقربة من بوابة مبنى حوّله ناشطون يمنيون إلى معرض صور توثق مئات الجرائم لمليشيات الانقلابية المدعومة من إيران خلال 3 سنوات، وقف أحد الأطفال ويدعى "عبدالله" (10 أعوام) رافعا لافتة دوّن فيها رسالة باللغة الإنجليزية تقول: "الحوثي قطع يدي.. أريد يدي".

وفي ذات الوقفه، كان طفل آخر على كرسي متحرك، فقد يديه وقدميه وإحدى عينه، وفقد والده جراء قذيفة حوثية، يوجه رسالة إلى المسؤولين الأمميين على ورقة كبيرة كان يستند عليها: "فقط أريد عودة أبي...".

ولم تقتصر الوقفة على تلك المآسي، فثمة غصص وحسرات أخرى أراد سكان تهامة زفرها مرة واحدة للوفد الأممي، وإلى جانب الأطفال، كان رجل مسن، يتحدث بلسان المهجرين قسريا من مناطقهم ويرفع لافتة كتب عليها "أنا مشرد وبلا مأوى (.. ) قتل الحوثيون زوجتي وأحد أطفالي".

وتعرضت مدن وبلدات الريف التهامي لأبشع صور الانتهاكات الحوثية في ظل اتفاق ستوكهولم الهش، نظرا لأن أغلب الجرائم كانت غير مرئية أو يتم التعتيم عليها، استغلت منظمات معنية بحقوق الإنسان زيارة الوفد الأممي لإقامة معرض صور يروي جانبا من مآسي سكان تهامة.

واحتوى المعرض، على صور الضحايا أثناء سقوطهم، وقوائم رصد دقيقة بأسماء الضحايا وتاريخ استهدافهم من قبل مليشيا الحوثي.

وقالوا إن الصورة هي أبلغ دليل على جرائم المليشيات الحوثي التي لا تخفاها العدسات.

وضم المعرض أكثر من 500 صورة، كما وثق ما يزيد عن 417 انتهاكا حوثيا بحق المدنيين في مدينة حيس منذ منتصف 2018، راح ضحيتها المئات قتلى وجرحى، فضلا عن تضرر وتدمير عشرات المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة والمنشآت الخدمية.

كما شاهد الفريق الأممي فيلما وثائقيا تضمن مشاهدا لمآسي الضحايا المدنيين خلال تعرضهم للقصف وهم داخل منازلهم، حيث أظهرت المشاهد حجم الجرائم الحوثية بحق المدنيين الأبرياء وأجسادهم ممزقة وتنزف بالدماء، ومعاناة جهود الإنقاذ.
تأثر أممي ودموع منهمرة

لم تتمالك المسؤولة الأممية، دانييلا كروسلاك، وهي تشاهد صور ذلك العدد الكبير من أطفال ونساء حيس المبتورة أطرافهم نتيجة ما يتعرضون له من جرائم، فأجهشت بالبكاء بشكل مباشر، وانهمرت الدموع من عينيها بعد مشاهدة مآسي الأطفال والنساء الذين استهدفهم الإرهاب الحوثي.

وخلال الجولة الميدانية، التي رافقها أعضاء الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، استمعت المسؤولة الأممية عن قرب من الضحايا الجرحى عن معاناة المدنيين إثر استمرار تساقط قذائف ونيران مليشيا الحوثي، وخرقها لقرار وقف إطلاق النار.

وتعهدت نائب البعثة الدولية لدعم اتفاق الحديدة، كروسلاك، بنقل ما شاهدته من فظائع بحق الإنسانية للجهات المختصة، مؤكدة أهمية العودة إلى مسار السلام واتفاق الحديدة.

وقالت، خلال مؤتمر صحفي، إن "الأمم المتحدة ستعمل جاهدة لإحلال السلام وأنها ستنقل ما شاهدته للجهات ذات الاختصاص من جرائم بحق أبناء حيس".

وحول الضمانات الممكنة من قبل الأمم المتحدة لوقف جرائم المليشيات الحوثية بحق أبناء الحديدة، تابعت" لهذا السبب نحن موجودون اليوم (..) الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو سلامة المدنيين".

وأضافت "وجودنا اليوم في حيس للتعبير عن قلقنا إزاء القتال الدائر، وعلينا أن نعالج هذا الأمر بشكل مشترك ضمن الإطار والآليات المتفق عليها بغية تحقيق تقدم في هذا الملف، إننا جميعا في خندق واحد لمساعدتكم للوصول إلى السلام المنشود".

وأعربت عن أمنياتها أن يكون الوضع أفضل مما هو عليه خلال زيارتها المقبلة، مشددة على ضرورة العودة إلى الآليات المختلفة من أجل الوصول إلى السلام.
حقائق دامغة

إلى ذلك، انتقد مدير مديرية حيس ،مطهر القاضي، الأمم المتحدة، وطالب باتخاذ مواقف جادة تجاه خروقات وانتهاكات المليشيات الحوثية وحماية المدنيين.

وقال إن "الأمم المتحدة تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات بحق المدنيين وهذا لا يصب في جهود تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي لم تلتزم به الميليشيات الحوثية منذ التوقيع عليه".

من جانبه قال، بكيل النهاري، وهو أحد منظمي معرض الصور في حيس، إن المنظمات الحقوقية تستهدف كشف حجم جرائم مليشيات الحوثي ونقل صورة واقعية للمجتمع الدولي، من بينها الانتهاكات الـ6 الجسيمة وجرائم الحرب كأدلة لتصنيف الحوثي "جماعة ارهابية"

وطالب الناشط اليمني، في تصريح لـ"العين الإخبارية، الأمم المتحدة بالعمل على تقييم الواقع بشكل محايد وعلى ضوء الحقائق لا على ضوء التقارير الملفقة التي ترفعها مليشيا الحوثي للمتاجرة بالإنسانية وتمرير أهدافها المشبوهة على أشلاء ودماء الضحايا.

وأضاف، نحن "لا نبحث عن التضامن فقط، على الأمم المتحدة أن تروي قصصنا وسيكون العالم قادرا على تمييز المجرم من الضحية".