كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الأربعاء - 14 أكتوبر 2020 - الساعة 09:45 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير/ علاء عادل حنش


-انتصارات ساحقة سياسيًا وعسكريًا.. الجنوب على أعتاب الاستقلال الثاني

-صالح: مؤشرات النصر قوية ولدينا تجارب تؤكد قدرة شعبنا وقيادته على تجاوز الصعاب

-الدباني: الانتصار لقضية الجنوب ضمان لمستقبلنا ومستقبل أولادنا



في مثل صباح هذا اليوم في الرابع عشر من أكتوبر من عام 1963م اندلعت الشرارة الأكتوبرية من جبال ردفان الأبية، خاض فيها أبناء الجنوب معارك شرسة ضد الاحتلال البريطاني، وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل خروج المحتل، لتتكلل تلك التضحيات الجنوبية بالنصر في 30 نوفمبر 1967م.

لمحة تاريخية

وقبيل انطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان، كانت هناك أحداث يجب التحدث باقتضاب، ففي الحادي عشر من سبتمبر صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قضى بحل مشكلة الجنوب المحتل، وحقه في تقرير مصيره، والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني.

وقبلها كان بعض الجنوبيين قد ذهبوا لصنعاء استجابةً لنداء جيرانهم في الشمال، ليساهم في اندلاع ثورة 26 سبتمبر، والتي أطاحت بالحكم الملكي آنذاك، وإعلان النظام الجمهوري، وقيام الجمهورية العربية اليمنية، وتسمية عبدالله السلال كأول رئيس للنظام الجمهوري آنذالك.

وفور عودة الجنوبيين من شمال اليمن بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، اندلعت الثورة الأكتوبرية "الشرارة الأولى" ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م، والتي دامت أربع سنوات.

وقد شنت حينها السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة، استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل، واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلّفت كارثة إنسانية فظيعة، جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.

وفي خضمّ أحداث ثورة 14 أكتوبر، أي قبل يوم الاستقلال، وتحديدًا في 1965م، اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقًا لميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وخلال تلك المعارك بردفان، خاض خلالها المناضلون مواجهات عسكرية ضارية مع القوات البريطانية في جميع جبهات القتال، زلزلت مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني حتى نال الجنوب استقلاله من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، بعد احتلال بريطاني دام لأكثر من (129) عامًا، ليردد الجنوبيون حينذاك أغنيتهم المشهورة: "برع يا استعمار برع.. من أرض الأحرار برع".. لينجح أبناء الجنوب في هزيمة الدولة التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا).

واليوم الأربعاء 14 أكتوبر 2020م، تحل علينا الذكرى الـ(57) لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والجنوب على اعتبا الاستقلال الثاني.

الجنوب بعد (57) عامًا من ثورة أكتوبر

تأتي الذكرى الـ(57) لثورة 14 أكتوبر والجنوب في ثورة وغليان مستمر إزاء الاحتلال الشمالي لأراضيه بعد أن عبث (نظام صنعاء) بمبادئ وقيم الوحدة، وحولها إلى وحدة فيد، وسلب، ونهب، الأمر الذي جعل أبناء الجنوب يشعلون ثورة عارمة، وها هي تتكلل بالانتصارات الساحقة التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى السياسي، والقوات المسلحة الجنوبية على المستوى العسكري.

وأصبح أبناء الجنوب اليوم قريبين من استعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.

معركة مصيرية

لمعرفة صدى ثورة أكتوبر في نفوس أبناء الجنوب، أجرت "4 مايو" لقاءات مع عدد من السياسيين والأكاديميين، حيث يقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح: "ثورة 14 أكتوبر مثلت حدثًا مهمًا في تاريخ شعب الجنوب، وهي بما حققته من انتصار بعد أربعة أعوام من انطلاقها، والمتمثل بتحقيق الاستقلال الناجز وخروج المحتل البريطاني في ٣٠ نوفمبر 1967م، فإنها باتت تمثل رمزية الرفض والثورة والمقاومة للوجود الأجنبي على الأرض الجنوبية، ومن هذه الثقافة الثورية المتمردة والرافضة لكل أشكال الاحتلال والظلم والقمع والإرهاب يستمد شعبنا قيم ومبادئ وأساليب مقاومة الاحتلال الجاثم اليوم على صدره في سبيل نيل استقلاله الثاني الذي بات وشيكًا".

وعن وضع القضية الجنوبية في الوقت الراهن لا سيما منذُ تأسيس الانتقالي، أضاف صالح: "دون شك أن قيام المجلس الانتقالي في "4 مايو" ٢٠١٧م انتقل بمسيرة النضال الثوري التحرري لشعب الجنوب خطوات مهمة ومتقدمة واستطاع أن يُرشد نضال شعبنا ويوحد طاقاته وجهده السياسي بوجود قيادة سياسية يلتف حولها شعب الجنوب لأول مرة منذُ احتلال الجنوب في ١٩٩٤م، وهي القيادة التي استطاعت أن تضع القضية في مسارها الصحيح، وتوصلها إلى مسامع العالم أجمع بصورة مقنعة ومؤثرة، وأما عسكرياً فقد كانت جهود القيادة السياسية مثمرة، وأنتجت بناء مؤسسة عسكرية ضاربة وقوية ومتماسكة في وقت قياسي، وما الانتصارات التي تحققها هذه المؤسسة أكان على جبهات القتال في مواجهة قوى الاحتلال أو على مستوى مكافحة الإرهاب إلا دليل قاطع على ذلك".

وتابع: "الجنوب يمر بمرحلة مخاض صعب، والتحديات كبيرة والمؤامرات الداخلية والخارجية لا تتوقف لكن مؤشرات النصر قوية، ولدينا تجارب تؤكد قدرة شعبنا وقيادته على تجاوز الصعاب، وما سيأتي رغم تعقيداته لن يكون أكثر صعوبة وتعقيدًا مما قد مضى وقاومه شعبنا وانتصر عليه".

واستطرد: "رسالتنا لشعب الجنوب والقوات المسلحة الجنوبية هي الثبات والثقة بالذات وبالقيادة، فمعركتنا مصيرية وقد قطعنا فيها شوطًا مهمًا، وطالما نحن في حضرة ثورة ١٤ أكتوبر فلنتذكر أن شعبنا قد انتصر على بريطانيا في عز قوتها وجبروتها، فهل ستعجزه هذه المليشيا الفوضوية ضعيفة الهمة وعديمة القوة؟".

واختتم صالح حديثه بالقول: "نهنئ شعبنا بعيد الثورة الأكتوبرية، ونسأل الله أن يأتي أكتوبر القادم وقد تحقق لوطننا استقلاله الثاني وانطلقت عجلة بناء جنوبنا الجديد بعيدًا عن كل ظروف وتعقيدات الحاضر".

انتصار الجنوب.. ضمان لمستقبل الأجيال

بدوره، قال رئيس الدائرة الثقافية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب د.عبده يحيى الدباني: "ثورة ١٤ أكتوبر هي بوابة الجنوب والجنوبيين إلى العصر الحديث باستثناء العاصمة عدن التي عرفت الحداثة قبل ذلك لكونها كانت عاصمة للاحتلال الإنجليزي ولكنه عزلها عن مناطق الجنوب الداخلية وحتى عدن فإن الاستعمار الإنجليزي لم يهتم بها إلا في العقود الأخيرة من الاحتلال من أجل مصلحته".

وأضاف لـ"4 مايو": "ثورة أكتوبر وحدت الجنوبيين على مختلف إماراتهم وسلطناتهم وكياناتهم المختلفة، وبها انتزعوا استقلالهم من المحتل الأجنبي، ولهذا ستبقى هذه الثورة رمزًا لرفض أي احتلال مهما كان نوعه، ورمزًا للسيادة الوطنية الجنوبية والحرية والبناء والتنمية والتحديث".

وتابع: "ظل شعبنا بالجنوب يناضل من أجل الخلاص من الاحتلال الشمالي القبلي العسكري المتطرف المتخلف للجنوب منذ صيف ٩٤م مرورًا بانفجار الثورة السلمية في ٧ يوليو ٢٠٠٧م ومليونية المنصة بردفان في ١٤ أكتوبر ٢٠٠٧م، وما جرى قبلها من مذبحة وحشية للمشاركين بمليونية عصر ١٣ أكتوبر من ذات العام.. وهكذا اشتعلت ثورة الجنوب السلمية واستمرت من غير قيادة سياسية موحدة ولا حليف إقليمي ولا دولي. ومنذ قيام المجلس الانتقالي في ٤ مايو ٢٠١٧م صار لدينا قيادة سياسية موحدة حاملة للقضية ولدينا حليف إقليمي وبدأ المجتمع الدولي يتفهم موقفنا ويحترم إرادتنا وصرنا قوة على الأرض شعبيًا وسياسيًا وعسكريًا وأمنيًا وإداريًا، ولا تزال أمامنا مهام كبرى تتطلب الإنجاز على طريق قيام دولة الجنوب المستقلة الفيدرالية".

واستطرد: "شعب الجنوب وثورته التحررية هما الضامن الحقيقي للانتصار وتحقيق الأهداف، وما يحصل الآن لشعبنا من حرب مختلفة الميادين فإنما هو أذى ولن ينكص شعبنا عن مسيرته التحررية ولن يرضخ شعبنا لا في حياته ولا في ثورته ولا في تحقيق أهدافه، فنحن شعب صبور لن نخضع ولن نركع إلا لله فاطر السماوات والأرض".

ووجه الدباني رسالة قال فيها: "على شعب الجنوب عدم اليأس والتحلي بالصبر والصمود والإخلاص لقضية شعب الجنوب في استعادة دولته وليشعر كل فرد في هذا الشعب أن قضية الجنوب هي قضيته وأن انتصارها هو ضمان لمستقبله ومستقبل أولاده والولاء لقضية الجنوب ليس مجرد شعارات أو كلام ولكنها أقوال تترجم إلى أفعال وعقيدة راسخة في القلوب.. إننا نرى عددًا من الجنوبيين مدنيين وعسكريين يخدمون بقايا الاحتلال بوعي وبغير وعي ويحرسون مصالحهم في الجنوب، تلك المصالح التي بنيت بأساليب السلب والنهب والفساد حتى تلك التي شرعنها الاحتلال من خلال القضاء الفاسد، لقد صرنا اليوم محتاجين لثورة قضائية نتحرر من خلالها من القضاء الفاسد الذي أسسه الاحتلال".

وأضاف: "بالصمود والإخلاص سننتصر، فلا أحد يتاجر بقضية شعبه ولا يتحول إلى حارس مع بقايا الاحتلال الغاشم ولا أحد يصطف إلى جانب مليشيات الإصلاح والشرعية الفاسدة ضد مصلحة شعبه ووطنه ومستقبل أبنائه فهذه هي الخيانة العظمى.. فالأوطان لا تباع ولا تشترى ولا تستأجر ولا يتاجر بها".

واختتم حديثه بالقول: "في هذه المناسبة الغالية أحذر شعب الجنوب المجرب وقيادته السياسية ونخبه المثقفة وقواته المسلحة من مخططات الأعداء على مختلف أنواعهم وعلى مختلف أدواتهم ووسائلهم سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وخدماتيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا، كما أبارك لشعبنا بمناسبة الذكرى الـ٥٧ لقيام ثورة ١٤ أكتوبر ولقيادتنا الرشيدة الممثلة بالمجلس الانتقالي ولرئيسنا الفذ عيدروس الزُبيدي، راجين التوفيق والسداد لفريقنا المفاوض بالرياض".