كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الأربعاء - 07 أكتوبر 2020 - الساعة 10:33 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تقرير / نوال سالم:

*ما أبرز أسباب الانقطاعات المتكررة للكهرباء؟

*هذه الأسباب الحقيقية للوضع المتردي لكهرباء المنطقة الثانية

*فساد مالي وإداري وتزوير وعبث في كهرباء المنطقة الثانية

*رئيس نقابة المنطقة الثانية لـ"4 مايو": إهمال وعبث متعمد في صيانة المحولات لتأجيج الوضع بعدن

"4 مايو" تقرير / نوال سالم:

يشكو سكان كل المناطق التي تشرف عليها المنطقة الثانية لكهرباء عدن من تكرار انقطاعات التيار الكهربائي بمعدل كل عشر دقائق، وإهمال العاملين فيها لإصلاح الأعطال التي تصيب الأعمدة والمحولات وغيرها، قد تصل إلى أيام وأسابيع وشهور.. فما أبرز الأسباب لهذه الانقطاعات المتكررة وهذا الإهمال؟ صحيفة (4 مايو) تفتح ملفات الفساد في المنطقة الثانية للكهرباء وتسلط الضوء على الأسباب الحقيقية للوضع المتردي للمنطقة الثانية للكهرباء.

تشرف المنطقة الثانية للكهرباء على مديرية الشيخ عثمان ومديرية دار سعد إلى مدينة السلام، كما تشرف على أجزاء من مديرية المنصورة كمدينة القاهرة والكثيري وشارع التسعين ومنطقة بير فضل، وقد تعالت أصوات سكان هذه المناطق من الانقطاعات المتكررة بعد انقضاء مدة الجرعة بمعدل كل عشر دقائق، وذلك نتيجة لزيادة الأحمال في هذه المناطق نظرًا لوجود العديد من المولات التي زودت بالتيار الكهربائي من المؤسسة العامة للكهرباء الحكومية لتزداد عبئا فوق أعبائها المثقلة.

كما يشكو سكان منطقة البساتين من ضعف عام في التيار الكهربائي في منازلهم بالإضافة إلى إهمال نزول عمال المنطقة الثانية بعد الإبلاغ عن أي أعطال قد تصل إلى أسابيع وشهور.

*إهمال وتعنت
وتحتوي المنطقة الثانية على محولات تستقبل الضغط العالي وتحوله إلى تيار ضغط منخفض لتمد المنازل بالتيار الكهربائي، وهذه المحولات تحتاج إلى صيانة دورية لكيلا تتعرض للتلف ومن ثم الانقطاع في التيار الكهربائي، حيث يعزو الأخ فهمي عبد العزيز، رئيس نقابة المنطقة الثانية، إلى إهمال قيادات المنطقة الثانية لإجراء عمليات صيانة قائلا: "لاحظنا الكثير من العبث والإهمال بإجراء صيانة المحولات في الآونة الأخيرة، ويبدو هذا الإهمال لتأجيج الوضع في العاصمة عدن بعد توقيع اتفاق الرياض الأخير. كما تحتوي على ثلاث محطات توليدية وهذه المحطات غير كافية لتغطية العجز.

والدليل على احتراق محولات بسبب عدم إجراء عمليات الصيانة الممكنة التي لا تكلف أكثر من عشرات الآلاف والتي من الممكن تلافي حدوث أعطاب بالمحولات، ومنها:

1- محول مطعم الشرق الأوسط احترق بسبب تسريب الزيت.
2- محول عمر المختار احترق بسبب تسريب الزيت أيضا.
3- محول الممدارة بجانب الرباش احترق بسبب نقص الزيت وعدم تعديل الأحمال للفيزات.
وهذه مجرد عينة من محولات عديدة أتلفت ومنها في طريقها للتلف.

كما توجد محولات جديدة في مشروع الفريق التشيكي الذي تعرض للإتلاف أو للانفجار ولم يمضِ عليه سوى شهور نتيجة احتياجه للزيت وعدم الصيانة".

*أحمال
بتاريخ 16/8/2020م قدم مدير التحكم الأخ سليمان البهيجي إلى مدير المنطقة الثانية رسالة بعدم إدخال تيار كهربائي لمحلات ومنازل جديدة وتحميل المنطقة الثانية فوق قدرتها الاستيعابية وذلك تجنبا لحدوث أي عطل أو احتراق للمحولات جراء هذا الإدخال العشوائي. ويؤكد فهمي عبد العزيز، عضو الرقابة والتفتيش لكهرباء الجنوب: "المحولات التي تتعرض للتلف عادة في شوارع التسعين والكثيري ومنطقة عمر المختار. ووجه مدير التحكم رسالة بمنع إدخال أي تيار كهربائي لأية مولات أو مشاريع استثمارية إلا بتعليمات رسمية، ليس خوفا فقط من حدوث تلف في المحول بل أيضا خوفا من حدوث عطل بمفاتيح الضغط العالي، وعندما يحدث هذا التلف ستغرق ثلاث مناطق على الأقل بظلام دامس".

ويقدر الاختصاصيون إنشاء خمسة محولات تحويلية كأقل تقدير لسد العجز في التيار الكهربائي في المنطقة الثانية، وهو الأمر الذي رفع بها إلى مؤسسة الكهرباء ومن ثم إلى وزارة الكهرباء ولم يحصل أي رد أو استجابة لهذه المشاريع. في رمضان المنصرم افتتح سوق "الفضاء مول" في مديرية الشيخ عثمان بعد مده بالتيار الكهربائي، الأمر الذي أحدث تلفًا في كيبل، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لجزء كبير من مديرية الشيخ عثمان. ويؤكد فهمي قائلا: "ربط المولات بالتيار الكهربائي التابع لمؤسسة الكهرباء يؤثر على الشبكة حتى لو أجبر التاجر على شراء محول أكبر بسعته من المحول القديم - مثلا استبدال محول طاقته 1000 بمحول طاقته 1500 - يظل تأثير هذا الربط على مفتاح الضغط العالي، وهذا ما نشهده خلال هذه الأيام من انطفاءات متكررة بعد انقضاء مدة الجرعة، وهذه الانقطاعات بمعدل كل عشر دقائق ينقطع التيار الكهربائي ربع ساعة في منطقة الكثيري وعمر المختار".

*فساد إداري وتزوير
وتعاني المنطقة الثانية العديد من أوجه الفساد الإداري أبرزها انقضاء خدمة العمال لبعض القيادات الإدارية، ومازالت هذه القيادات تحتل نفس المناصب الإدارية ولم يحالوا للتقاعد. ويقول الأخ فهمي عبد العزيز: "بعض القيادات الإدارية بلغت خدمتهم من 35 إلى 45 عامًا وما زال يعمل، وعندما يتقاعد يتم التعاقد معه ويعود إلى نفس المنصب، وهذا مخالف لقوانين الخدمة المدنية".

ويضيف فهمي شارحا: "من الممكن أن يتنحى من هذا المنصب، ويمكن الاستفادة من خبرته كاستشاري لخدمته لكن للأسف يتم التعامل مع المنصب كملكية خاصة، وأصبح حق تدوير الوظيفة ينفذ على ضوء المحاباة والوساطة والقبلية".

ناهيك عن عمليات تزوير البيانات والتي تصب أيضا في عملية الترقية العشوائية لبعض الإداريين الذين لا يستوفون الشروط في قوانين الخدمة المدنية، ويقول الأخ فهمي: "رفعنا إلى النيابة العامة قضايا تزوير بيانات مدير إداري بياناته لا تستوفي شروط قوانين الخدمة المدنية، ولقد تداركت الخدمة المدنية الخطأ بعد أسبوع من تلقي بيانات هذا الموظف الإداري، وأبلغت الإدارة لدينا أن المذكور غير مستوفٍ للشروط، ولكن للأسف ما زال يستلم هذا الموظف المستحقات المادية المتعلقة بهذا المنصب منذ أربعة أعوام، وما زال بمنصبه وهو متقاعد، وهناك مثال آخر: مدير المنطقة الثانية توفيق هزاع متقاعد منذ خمسة أعوام وما زال بمنصبه رغم صدور قرار إداري بحقه".

*فساد مالي
رغم تمتع المنطقة الثانية بأكبر قدر من الإيرادات، وذلك نظرا لسكن معظم التجار في المناطق التابعة للمنطقة الثانية، بالإضافة إلى تسديد أغلبية سكان هذه المناطق لفواتير الكهرباء كونهم مستأجرين إلا أن كل هذه الإيرادات تتبدد على نثريات ونفقات شخصية وصلت إلى 720 ألفًا في الشهر نفقة مواصلات فقط لإدارة واحدة لا يتعدى موظفوها أحد عشر موظفًا فقط".

ويقول فهمي عبد العزيز: "وفقا لوائح المنطقة الثانية أي مدير إدارة لديه سيارة من المؤسسة يحق له تعبئة هذه السيارة بالوقود فقط ومن لم تصرف له سيارة يستلم مخصصات مالية قدرها 30 ألفًا فقط، لكن فوجئنا بقياديين وإداريين باستلامهم وقود ونثريات نقل، وقد رفعت رسالة بهذه التجاوزات مع الإثباتات وقد وصلت نثريات لمدير إحدى الإدارات إلى 720 ألفا في الشهر في إدارة يبلغ عدد موظفيه 11 موظفًا فقط، وهذه التجاوزات سببت عجزًا أدى إلى تأخير علاوات الموظفين".

*مطالب حقوقية غائبة
يعاني موظفو المنطقة الثانية من غياب تام لبعض الحقوق كالرعاية الصحية وغياب أدوات السلامة كالخوذة والأحذية العازلة للحرارة والأحزمة واللافتات وغيرها من الحقوق التي تكفل للموظف البيئة الصحية الجسدية والنفسية للعمل.

يقول الأخ فهمي عبد العزيز: "بصفتي مسؤولًا عن السلامة المهنية بالنقابة العامة على مستوى محافظة عدن راسلت الوزير العناني - بصفتي الشخصية، منذ عامين - برسائل شخصية وطالبت بتوفير أدوات السلامة المهنية من خوذ وأحذية عازلة للحرارة وغيرها من أدوات، ولم توفر هذه الأدوات إلى الآن إلا بشكل ضئيل جدا، ونعمل بأدوات أصابتها التلف، وخسرنا العديد من الموظفين جراء حوادث الانفجار في المحطات التحويلية، وليست لدينا علاوة خطورة عمل سوى 650 ريالًا فقط".

ويضيف فهمي: "ليس لدينا تأمين صحي أو رعاية صحية، وقد وفرت ببعض الفترات الزمنية، لكن نتيجة الفساد الإداري أغلقت المستشفيات بأوجهنا، وهذا التجاهل بعدم تقديم الحقوق المهنية للموظف تؤثر على مستوى أدائه ومستوى الخدمة المقدمة للمواطن. اقترحنا منذ فترة باستقطاع جزء من رواتبنا لتقديمها لأسر الموظفين المتوفين إلا أنه منذ خمسة أعوام من هذا الاستقطاع لم تسلم هذه المبالغ للأسر".

وأكد الاخ فهمي عبد العزيز، رئيس نقابة عمال المنطقة الثانية، في ختام حديثه لـ"4 مايو": "نحن كنقابة نعمل على مكافحة الفساد والحفاظ على المؤسسة العامة للكهرباء ومن ثم انتزاع حقوق العمال ولا بد من الحفاظ على المؤسسة ليتسنى لنا المطالبة بحقوق العمال من خلال تسلم زمام القيادة من أشخاص نزيهين، ونحن نثق بالله ومن ثم نثق بالأخ المحافظ لملس وبإدارته الرشيدة باقتلاع جذور الفساد من كافة الفساد، ونحن بجانب المحافظ لفضح الفاسدين ومحاسبتهم".