كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



عرب وعالم

الأربعاء - 15 يناير 2020 - الساعة 12:29 ص بتوقيت عدن ،،،

طرابلس / متابعات


أحبط رفض القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر التوقيع على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار الذي ضغطت كل من موسكو وأنقرة لفرضه، مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتثبيت التدخل التركي في ليبيا.

وغادر خليفة حفتر موسكو دون التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وافق عليه الإسلاميون الذين يمثلهم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

ولم يلتق السراج وحفتر اللذان تتواجه القوات الموالية لهما منذ تسعة أشهر على أبواب طرابلس، خلال محادثات موسكو الاثنين. لكنهما تفاوضا على اتفاق لوقف إطلاق النار عبر وزراء الخارجية والدفاع الروسيين والتركيين.

وجرت هذه المفاوضات، التي تعكس التأثير المتزايد لموسكو في هذا الملف الشائك، نتيجة اتفاق روسي تركي أعلنه في إسطنبول الرئيسان التركي والروسي في الثامن من يناير. وتشير التسريبات إلى أن حفتر اشترط إضافة بنود تنص على إخراج القوات التركية، إضافة إلى نزع سلاح الميليشيات.

ولعب أردوغان دورا كبيرا في إقناع روسيا بضرورة وقف إطلاق النار حيث أرسل وفدا إلى موسكو نهاية ديسمبر الماضي. كما قام بسلسلة من التحركات حيث زار تونس وأرسل وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو إلى الجزائر في إطار الاستعداد للمعركة السياسية ضد الجيش الليبي وحلفائه.

ويهدف أردوغان إلى استغلال عضوية تونس داخل مجلس الأمن لإدانة الجيش، أما الجزائر فيعول عليها للوقوف مع الإسلاميين في مؤتمر برلين الذي ستشارك فيه.

وينظر إلى إرساله مرتزقة سوريين وبعض الجنود الأتراك إلى ليبيا، إضافة إلى زيادة دعمه العسكري لميليشيات حكومة الوفاق، على أنه مجرد تهديد للجيش الهدف منه انتزاع دور في الملف الليبي.

ويخطط الإسلاميون في ليبيا، وحليفتهم تركيا، لتحقيق ما عجزوا عن فعله عسكريا في طرابلس عن طريق التسوية السياسية التي تهدف أساسا إلى قطع الطريق على الجيش الليبي للسيطرة على كامل ليبيا التي لم يتبق منها خارج سيطرته سوى بعض الأحياء في طرابلس ومصراتة إضافة إلى بعض المدن في المنطقة الغربية كمدينة زوارة الحدودية مع تونس.

واستفز رفض حفتر التوقيع على الاتفاق أردوغان الذي عاد، الثلاثاء، للتهديد حيث توعد “بتلقين درس” لخليفة حفتر إذا استأنف هجماته ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وقال في خطاب أمام نواب حزبه إنّ حفتر يسعى لتطهير عرقي في ليبيا.

وأضاف “في ليبيا ثمة أخوة لنا من العرب ضد حفتر، الذي يريد القضاء عليهم. ومن يستهدفهم حفتر في هذا البلد إخوتنا الأمازيغ والطوارق، وأحفاد بربروس (خيرالدين بربروس).

ويرى مراقبون أن المحادثات التي جرت كانت محاولة من أردوغان لشرعنة وجوده في ليبيا دون خوض معركة حقيقية بجنود أتراك، وهي المعركة التي يكتفي بالتهديد بها منذ أن أطلق الجيش الليبي عمليته العسكرية للسيطرة على طرابلس.

ويقول هؤلاء المراقبون إن الأتراك كانوا يعولون كثيرا على الضغط الروسي وحاولوا إحراج حفتر وموسكو معا بهدف انتزاع اعتراف بوجودهم على الأرض.

وقالت مصادر سياسية ليبية لـ”العرب” إن “أردوغان ومعه الأتراك الليبيون لم يستوعبوا بعد أن أهم شراكة يقيمها الجيش هي شراكته مع محيطه العربي والدول الفاعلة في الجامعة العربية وأن مشروع اقتلاع الإخوان والأتراك ماض إلى النهاية في ظل هذا التحالف الاستراتيجي”.

وتابعت المصادر “لذا فإن المشير حفتر لم يضرب مشروع الأتراك والإخوان معا، بل أكد متانة التحالف العربي وعززه بهذه الخطوة المتقدمة”.

وتأتي هذه التطورات بينما تستعد ألمانيا لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة في برلين في 19 يناير. وزارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موسكو لوضع الخطوط العريضة للمؤتمر مع الرئيس الروسي.

وقالت الحكومة الألمانية في بيان إن من بين المشاركين في المؤتمر ممثلين للولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والجزائر وتركيا وإيطاليا والأمم المتحدة. وأضافت الحكومة الألمانية أنها وجهت الدعوة أيضا لفايز السراج وخليفة حفتر.

لكن مراقبين لا يستبعدون انهيار الهدنة التي بدأت منذ الأحد الماضي لأول مرة بعد تسعة أشهر من القتال لاسيما بعدما أثبت الإسلاميون عدم استعدادهم لتقديم تنازلات تنهي القتال رغم موقفهم الضعيف.

وقال أندريه ستيبانوف الخبير الروسي في الشؤون العربية “هناك أجواء سلبية تحوم في موسكو بخصوص الملف الليبي بعد فشل الاجتماعات الأخيرة التي عُول عليها كثيرا، ويبدو أن إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات من جديد أمر مستبعد في الوقت الحالي إلا إذا طرأ انفراج بسبب الجهود الدبلوماسية الروسية”.

وأضاف ستيبانوف في تصريح لـ”العرب” “ما يدعوني إلى استبعاد مفاوضات قريبة نابع عن خلل في الموازين العسكرية في الميدان الليبي، فلماذا سيقبل المشير خليفة حفتر بتقديم تنازلات وهو المنتصر عسكريا! لماذا علينا أن نتوقع ذلك منه، هذا أمر غير منطقي. يبدو أن المعارك ستحسم الأمر”.

وتابع “لطالما دعت موسكو إلى حل سياسي في ليبيا واعتبرت التدخل التركي العسكري المباشر أمرا يعقد الوضع الليبي بل الإقليمي، فنحن أمام وضع قد يدفع مصر إلى إرسال جيشها إلى ليبيا لحماية حدودها من النفوذ التركي، وأمام حرب مفتوحة بين العرب والأتراك على أرض ليبيا”.

واستبعد وجود أي تنسيق روسي أميركي في ليبيا، مشيرا إلى أن دور واشنطن اقتصر على إسقاط الدولة الليبية في عهد القذافي، وأنها ليست معنية بالملف الليبي كثيرا، وأن موسكو لن تنتظر أي تنسيق أميركي للمبادرة بحلول سياسية.